التفاسير

< >
عرض

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
٣٧

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } المذكور في السورة أو ما ذكر من اهلاك القرى* { لَذِكْرَى } تذكرة وموعظة { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } واع لحقائقه لان من له قلب غير واع كأنه لا قلب له.
قال ابن عباس: القلب العقل وقيل قلب حاضر مع الله* { أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ } أصغى لاستماع القرآن* { وَهُوَ شَهِيدٌ } حاضر الذهن ليفهم معانيه وألقى قيل كالغائب أو شاهد بصدقه فيتعظ بظواهره وينزجر بزواجره أو بعض الشهداء من قوله
{ { لتكونوا شهداء على الناس } }. وعن مجاهد وقتادة شاهد على صدقه من أهل الكتاب لوجود نعته عنده.
وقال البخاري والمحاسبي لا يحدث نفسه بغير ما يسمع معرض عن غيره قال المحاسبي من استمع لحديث أو علم أو عظة أو حكمة أو قرآن معرضاً عن غير ما يسمع لا يحدث نفسه بغير ما يسمع فهو قد ألقى السمعة وهو شهيد اسم سماه الله له واصل اليه لا محالة ويجوز عود الضمير للقلب.
وقرأ السدي وجماعة أو ألقى السمع بالبناء للمفعول أي ألقى عنده السمع وفتح له أذنه وقيل ألقى سمعه أو ألقى السمع منه فأل للتعريف الحقيقى أو عوض عن الضمير.