التفاسير

< >
عرض

فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً
٤
-الذاريات

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } قال عليّ للنصراني الملائكة تقسم الأرزاق سأله النصراني عن ذلك وعن أشياء فأجابه فآمن وقال على المنبر سلوني قبل أن لا تسألوني ولم تسألوا بعدي مثلي فقام ابن الكواء فسأله عن الذاريات والحاملات والجاريات والمقسمات فأجابه بذلك وقال الحسن المقسمات السحب يقسم الله بها أرزاق العباد وزعم زاعمون انها الكواكب السبعة والصحيح انها الملائكة والجمع على المقسمات باعتبار الجماعات.
وقال مجاهد المراد أربعة جبرائيل صاحب الوحي والغلظة وميكائيل صاحب الرزق والرحمة واسرافيل صاحب الصور واللوح وعزرائيل صاحب قبض الأرواح وأراد بأمر الجنس أي تقسم الامور من الامطار والارزاق والآجال والخلق في الارحام والرياح وغير ذلك وقيل المقسمات الرياح يقسمن الامطار بتصريف السحاب ويجوز أن يريد بالذاريات والحاملات والجاريات والمقسمات الرياح لانها تنشئ السحاب بأن تبدو الأبخرة الى السماء فينعقد سحاباً وتحمله وتصرفه ويجري في الجو جرياً سهلاً للسفن وغيرها وتقسم الامطار بتصريف السحاب فالترتيب بحسب فعل الرياح تجيء أولا وتذر التراب وغيره كالأبخرة الى آخره ما مر قريب والصحيح ان المراد بكل غير الآخر كما مر فالترتيب باعتبار ما بينها من التفاوت في الدلالة على كمال القدرة وأقسم بهن تشريفاً لهن وتنبيهاً على ما فيهن من الدلالة على عجيب الصنع وقيل أقسم بنفسه على حذف مضاف أي ورب الذاريات الخ وجواب القسم هو قوله*
{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ }