التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ
٧
-الذاريات

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ } ذات الطريق كحبك الرمل والماء اذا ضربته الريح وحبك أثار تثنية وتكسراً والدروع محبوكة لان حلقها مطرق طرائق ويقال ان خلق السماء كذلك لكن لا ترى كذلك لبعدها من الناس أو ذات طرق يسلكها النجوم أو طرق يسلكها النظار ويتوصل بها الى المعارف أو الملائكة وعن الحسن حبكها طرائقها وهي نجومها تزينها كما يزين الموشى طرائق الوشي وقيل ذات البيان وقيل حبكها احكامها المتقن.
وقال ابن عباس: ذات الخلق الحسن المستوى جمع حباك كمثال ومثل أو جمع حبيكة كطريقة وطرق وقرئ الحبك بضم فاسكان والحبِكْ بكسر فاسكان والحبَك بفتحتين والحبِكَ بكسر ففتح والحبَك بفتح فاسكان والحبك بكسر فضم قاله ابن هشام وقال ابن جني قراءة أبي مالك الغفاري قال ابن هشام والمهمل من أوزان الثلاثى فعل بكسر الفاء وضم العين أي لكراهة الانتقال من الكسر الثقيل الى الضم الاثقل وأما قراءة أبي السمال فقيل لم تثبت وقيل اتبع الحاء للباء واللام ساكن حاجز غير حصين والاصل حبك بضمتين وقيل على تداخل اللغتين اذ يقال حبك وحبك بضمتين وبكسرتين فكسر الحاء من لغة الكسر وضم الباء من لغة الضم واعترض هذا بأن التداخل انما يكون بين حرفي كلمتين لا بين حرفي كلمة ووجهه بعض بعدم تسليم ان التداخل لا يكون في كلمة واحدة ووجهه الجار بردي بأنه تلفظ بالحاء المكسورة من لغة كسر الحاء والباء وغفل عنها وتلفظ بالباء المضمومة من لغة ضمها وقال ابن جني أراد القارئ أن يكسر الحاء والباء فبعد كسره الحاء قال القراءة المشهورة فضم الباء.
قال ابن مالك هذا الوجه لو اعترف به من عزيت اليه هذه القراءة لدل على عدم الضبط ورداءة التلاوة ومن هذا شأنه لا يعتمد على ما سمع منه لا مكان عروض ذلك له واختار أبو حيان الاتباع للباء ورد بأن ال كلمة فهي حاجز حصين ومن ثم امتنع القراء من ضم الساكن في نحو ان الحكم الا لله وقل الروح وغلبت الروم ولم يلحقوها بنحو قل أنظر أو نحو أو أنقص وأجيب بأن هذا الاعتراض لا ينافي أحسنيه ذلك القول واعترض أيضاً بأنه لا يجري في غير الآية وأجيب بأنه لم يسمع في غير الآية فافهم