التفاسير

< >
عرض

مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
٢٠
-الطور

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةِ } بعض إلى جنب بعض حال من الضمير في قوله في جنات حال متعددة أو من ضمير فاكهين حال متداخلة قال غير واحد دخول الجنة برحمة الله وفضله ورتبها ونعيمها بحسب الاعمال { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } عطف على خبر ان والباء لما في التزويج من معنى الوصل والالصاق أو للسببية إذ المعنى صيرناهم أزواجا بسببهن او لما فى التزويج من معنى الوصل والالصاق قاله القاضي. والحور جمع حوراء وهي القوية بياض العين وسوادها والعين جمع عيناء وهي الكبيرة العين مع جمالها وقرأ ابن مسعود والنخعي بعيس عين جمع عيساء وهي البيضاء قال صلى الله عليه وسلم "أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون ولا يبولون ويكون ذلك رشحا مسكا ويلهمون الحمد والتسبيح ويعطى الواحد قوة مائة في الطعام والشراب والجماع وقال يقال لهم هنيئا لكم شهواتكم فيرشحون مسكا" ، وقال "إنه يتنعم فى تكأة واحدة سبعين عاما فتناديه واحدة من غرفة أُخرى أما لنا منك دولة فليتفت إليها من أنت فتقول من المزيد، فيتحول ويتنعم معها سبعين ايضاً فى تكأة واحدة فتناديه أخرى كذلك فيقول من أنت فتقول هما أخفى من قرة أعين فيتنعم معها سبعين في تكأة، فهم هكذا يدورون" قال علي: وإذا دخل الجنة ودخل منزله اتى الآرائك فإذا فيها سرير عليه سبعون فراشا وعليهم سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقهن من باطن الحلل يقضهن فى مقادير ليلة من لياليكم هذه.
وعن مجاهد: الحور يحار فهين البصر وينظر وجهه في عنقها قال ابن عمر: شعر عينيها أطول من جناح نسر وقيل الحور العين بيض الالوان صفر الحلى خضر الثياب يقلن في الجنة نحن الناعمات فلا ننوس ونحن الخالدات فلا نموت ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن المقيمات فلا نطعن طوبى لمن كُّنا له وكان لنا وقال صلى الله عليه وسلم
"لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على الدنيا لملأتها ريح مسك" ، وعن عمر بن ميمون يرى مخ ساقها من فوق سبعين حلة كما يبدوا الشراب الأحمر فى الزجاج الابيض وقال صلى الله عليه وسلم "ما حضر قتال إلا تزخرفت الجنة ونزلت الحور فإذا أقبل للقتال قلن اللهم انصرهم واذا أدبر قلن اللهم ثبتهم وإذا قتل غفرت ذنوبهم بأَول قطرة وتهبط زوجتا المقتول من الحور فتجلسانه وتمسحان دمه والغبار عنه وتقولان مرحبا بك ويقول مرحبا بكما وإذا صرف وجهه عنهما ثم التفت إليهما قال: قد إزددتما في عيني سبعين ضعفاً جمالا وإذا صرفتا وجوههما قالتا مثل ذلك مكتوب بين ثدييها انت حبيبي وأنا حبيبتك والذي بعثني بالحق إنها لتكون عليها سبعون حلة مثل شقائق النعمان وإنه ليرى مخ ساقها من وراء ذلك وتمسك بين أصبعين من أَصابعها سبيعن حلة من رقتها وحسنها وقلوبهن معه كقلب واحد وقلوب أهل الجنة كواحد لا اختلاف ولا تباغض يسبحون الله بكرة وعشيا" .