التفاسير

< >
عرض

فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ
٢٩
-الطور

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَذَكِّرْ } دم على التذكير ولا تكترث بقولهم كاهن مجنون شاعر لبطلانه أو تناقضه لان الكاهن يحتاج في كهانته الى فطنه ودقة نظر والمجنون مغطى على عقله والشاعر كلامه موزون وانت بخلاف ذلك ولا يتأتى ذلك من مجنون.
{ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ } بنعمة متعلق بما أي انتفى بحمد الله وانعامه ورحمته وعصمته عنك التكهن والجنون لست مجنونا ولا كاهنا كما يقولونه بل نبي وراجح عقل وعن بعض ان النعمة النبوة والكاهن الذي يدعي علم ما غاب باخبار الجن او غير اخبار كذا قيل والمشهور انه باخبارهم وانها نزلت في المقتسمين وما ذكرت من التعلق بما هو مذهب ابن الحاجب قال ولو علق بمجنون لأفاد نفي جنون خاص وهو الجنون الذي يكون من نعمة الله وليس في الوجود جنون هو نعمة ولا المراد نفي جنون خاص وللزوم تقديم معمول المعطوف على العاطف قال ابن هشام: وهو كلام بديع إلا ان جمهور النحويين لا يوافقون على صحة التعليق بالحرف فنبغي على قولهم ان يعلق بانتفى محذوفا.