التفاسير

< >
عرض

وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ
٤٨
-الطور

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } بامهالهم وما يلحقك من المشقة وزعم بعض أنها نسخت بآية السيف، وأنا أقول انه الصبر المأمور به في كل وقت فلا نسخ له ويجوز ان يكون اصبر لما يحكم لله عليك بعد وهو الأمر بالقتال.
{ فَإنَّكَ بِأعْيُنِنَا } بمرأى ومنظر وحفظ نراك ونسمع قولك فلا يصلون اليك بمكروه وقرىء بأعيننا بالادغام وهذه الاية ينبغي ان يقررها كل مؤمن في نفسه فانها تفسح مضائق الدنيا والباء بمعنى في أي في حفظنا وجمع العين في كثرة الحفظ قال ابن عباس: ترى كل ما يفعل بك او جمعة نظرا لضمير المتكلم وهو نا فانه ولو وضع لاثنين فصاعدا حقيقة لكن الجماعة أسرع مبادة فيه وأيضاً اثنان جماعة حقيقة أو مجاز.
{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } ملتبسا بحمد ربك على ما مر اى قل سبحانه وبحمده. { حِينَ تَقُومُ } من كل مجلس فان كان مجلس خير ازددت به احسانا وإلا كان كفارة له وفي الحديث
"من كثر لغطه فقال قبل ان يقوم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا انت استغفرك واتواب إليك كان له كفارة وعليه عطاء" وقال ابو الاحوص يريد سبح بحمد ربك في كل قيام وعن ابن عباس حين تقوم من منامك وعن الحسن يعني صلاة الفجر وقيل حين تقوم في الليل إلى ان تدخل صلاة الفجر وقيل حين تقوم إلى الصلاة وقاله ابن المسيب "وسأل عاصم بن حميد عائشة رضي الله عنها بماذا يفتتح صلى الله عليه وسلم قيام الليل فقالت ما سألني عنه أَحد قبلك، يكبر عشرا ويحمد عشرا ويسبح عشرا ويهلل عشرا ويستغفر عشرا ويقول اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة" وروي "إِنها قالت إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك وجل ثناؤك ولا إله غيرك" ، وعن ابن زيد اراد صلاة النفل وقال الضحاك المفروضة.