التفاسير

< >
عرض

وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ
٢٠
أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ
٢١
-النجم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَمَنَاةَ } صنم وهو صخرة كانت لهذيل وخزاعة وعن ابن عباس لثقيف وقيل لخزاعة بقديد وعن عائشة كان الانصار يهلون اليها وكان اهل مكة يعبدونها ووزنه مفعلة بفتح الميم والعين من مناة اذا قطعه فانهم كانوا يذبحون فيها القرابين وقرىء منآءة بالمد لان دماء القرابين تمنى عليها أي تراق وعزيت لابن كثير وقيل عنه منآءة بالهمزة على الالف مفعلة من النوء كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركا والنوء سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبة من المشرق وكانت العرب تضيف الامطار الى الساقط وقيل للطالع وعن بعضهم اللات صنم تعظمه العرب والعزى صخرة بيضاء تعبدها ومناة بالشلل من قديد وهي اعظمها وتهل لها الأوس والخزرج.
{ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى } الصفتان لمناة للتأكيد وزعم بعض ان العرب لا تقول الثالثة اخرى وانما الاخرى نعت الثالثة وزعم بعض ان الاخرى نعت للعزى وفيه تقديم العطف على النعت المفاصلة وقيل الاخرى نعت مناة من تأخير الرتب لا تأخير العدد كأنه قال: وهي المتأخرة المقدار الوضيعة كما قيل في قوله عز وجل: و
{ قالت أخراهم لأولاهم } أي ضعفاؤهم لاشرافهم وان اللات اشرف لأنه على صورة آدمي والعزى شريفة لأنها شجرة فهي نبات ومناة وضيعة لأنها جماد وادعي بعض انه لا بدل اخرى عل مدح ولا دم والحق انه قد يدل على ذلك وقيل اللات والعزى ومناة اصنام من حجارة وضعت فى جوف الكعبة يعبدونها وكانوا يقولون الملائكة وتلك الاصنام بنات الله وانها شفعاؤهم مع كراهتم البنات ووأدهم لهن فقال { أَلَكُمُ الْذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى } انكر هذه القسمة كيف تجعلون اندادا لله من تنافون ان يولد لكم وهو البنات واكد الانكار بقوله.