التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ
٤٢
-النجم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَاَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى } أي الانتهاء فهو مصدر ميمي لا ينتهي الخلق إلا إليه فيجازيهم وذلك مما في صحف موسى وابراهيم وقرىء بالكسر على الابتداء وكذا ما بعده فليس اخبار بما في الصحف والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فلا تحزن فان الانتهاء اليه فهذه تسلية وقيل ابتداء المنة واليه انتهاء الامال وفي الحديث ان معناه لا فكرة في ربك وينتهي في وجوده ووحدانيته فلا يحيط به الفكر أو الخطاب لكل عاقل فيزداد المحسن ويكف المسيء وحق لعبد يعلم انه منته الى ربه ان يرفض هواه ويزهد في دنياه ويقبل الى مولاه ويقتدي بنبي فضله الله على غيره وارتضاه ويتأمل كيف كان زهده في دنياه واقباله على مولاه وحسبك في اعراضه عنها انه مات ودرعه مرهونه عند يهودي.
وكان يقول
"اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا" "وقالت عائشة ما شبع ثلاثة أَيام تباعا حتى مضى لسبيله" . وروي عنهما "ما امتلأ جوفه قط ولم يبث شكوى لاحد والفاقة احب إليه من الغنى وان كان ليضل جايعا يلتوي طول ليلته من الجوع فلا يمنعه من صيام يومه ولو سال ربه جميع كنوز الارض وثمارهما ورغد عيشها ولقد كنت ابكي له رحمة مما ارى به وامسح بيدي على بطنه لما به من الجوع واقول نفسي لك الفداء لو تبلغت من الدنيا قوتا فيقول: يا عائشة مالي وللدنيا اخواني من اولي العزم من الرسل صبروا على ما هو اشد فاجزل الله ثوابهم فاجدني استحي ان ترفهت في معيشتي ان يقصر بي عدا دونهم وما من شيء أحب الي من اللحوق باخواني واخلائي قالت فما قام إلا شهرا فتوفى صلى الله عليه وسلم" وعلى الفتح فالخطاب لابراهيم في صحفه ولموسى في صحفه أو لكل عاقل أو النبي بالمعنى فانه اذا قال في الصحف ان منتهى الخلق الى ربهم فكأنه قال منتهاك يا محمد الى ربك.