التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ
٨
-النجم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ثُمَ دَنَا } جبريل من النبي صلى الله عليه وسلم. { فَتَدَلَّى } زاد في القرب من غير ان ينتقل من موضعه كما يدلي الرجل رجله من السرير فهذا تقرير لشدة قوته وقد قيل فى معنى استوى انه استوى واستولى لقوته على ما اجعل له من الامر وقيل الفاء هذه عطفت سابقا على لاحق اي تدلى فدنا لان التدلي سبب القرب والحق ما مر لو هي للترتيب الذكرى وقيل ضمير تدلى للنبي أي تعلق بجبريل ليعرج إلى السماء فالمراد الاعراج ورأى جبريل على صورته في السماء فثبت انه رآه مرتين على صورته مرة فى الأرض ومرة فى السماء وعن بعضهم: ان لفظ هو عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم خبره بالافق والجملة حال وقيل: معطوف على ضمير استوى أي استوى جبريل والحال ان محمد معه بالافق او استوى جبريل ومحمد في الافق معا.
وعن مسروق بن الاجدع وانس والضحاك ان الذي دنا فتدلى هو الله عز وجل عن ذلك ويدعون أنه رآه وهذا كذب وكانت عائشة رضي الله عنها من اشد الناس انكارا لذلك قال لها مسروق بن الاجدع فاين قوله ثم دنا فتدلى الخ.. قالت ذلك جبريل اتاه في صورته فقالت من زعم ان محمدا رأى ربه فقد اعظم الفرية على الله لانه يقول لا تدركه الابصار ومن زعم انه انقص من الوحي شيئاً فقد اعظم الفرية على الله لقوله يا ايها الرسول بلغ...الخ، ومن زعم انه يعلم ما في غد فقد اعظم على الله الفرية لان الله يقول ان الله عنده علم الساعة... الخ، فقول الضحاك ان المعنى دنا من ربه فتدلى اهوى للسجود افتراء منه.