التفاسير

< >
عرض

فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ
٩
-النجم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَكَانَ } جبرائيل وقيل محمد { قَابَ } مقدار { قَوْسَيْنِ } قرب من النبي صلى الله عليه وسلم مقدارها. { أَوْ أَدْنَى } اقرب من ذلك حتى افاق وسكن روعه وأو للشك باعتبار المخلوق اي يشك احدكم لو رآهما انه ادنى او للاضراب وقيل ذلك اشارة إلى تأكيد القرب كقولهم هو مني معقد الازار والمقصود تمثيل الاتصال وتحقيق استماعه لما يوحى بنفي البعد الملبس ونكتة التعبير بالقوس ان الحليفين من العرب إذا ارادا عقد الصفا والعمل بينهما خرجا بقوسيهما والصفا بينهما يريدان انهما يتحاميان والمراد القوسان العربيان والقاب والقيب والقاد والقيد والقيس المقدار كما قرأ زيد بن علي قاد، وقرأ غيره قيد، وقرأ قدر، وقيل: ألقاب وتر القوس، وقال ابن مسعود: القوس الذراع الذي يقاس به وقيل القاب المقيض وزعمت البطلة ان القرب كان بين الله ونبيه وما روي عن ابن مسعود روي ايضا عن ابن عباس وعن قتادة القاب من طرف العود إلى طرفه، وعن الحسن ومجاهد من الوتر إلى العود في وسط القوس عند المقبض وقيل المراد بينهما من القرب ما بين القاب الى القوس الملصقين والمراد احد قابيهما وقيل القاب النصف والقوس الاصبع فافهم.
وفي الكلام حذف ثلاث مضافات أي كان مقدار مسافة قربه وقدر الزمخشري أيضاً مثل قاب قال ابن هشام: للقاب معنيان المقدار وما بين مقبض القوس وطرفها وعلى التفسير بالثاني فقيل هي على القلب اي قابي قوس ولو اريد هذا لا غنى عنه ذكر القوس ويبحث فيه بانه لا يغني ذكره عن ذكر القابين لأن المراد القرب باعتبار أن ما بين طرفي القابين وهو مقبض القوس ولولا ذلك لالتقيا فيهما في غاية القرب وهذا لا يفيد ذكر القوس مجردا عن اضافة القابين إليه وما ذكره الزمخشري يصح على تفسير القاب بالقدر وان قدر بما بين مقبض القوس وطرفها قدر مضاف اخر أي مثل قدر قاب ففي الاية القلب وما زعموا عن ابن عباس وابي ذر وكعب والحسن وابن مسعود وابي هريرة من أنه رأى ربه ليلة الإِسراء غير صحيح، بل اشتهر عن ابن مسعود وأبى هريرة المنع ووقف بعض قومنا لكن قال رؤيته في الدنيا جائزة.
وأما سؤال موسى الرؤية فالكلام عليه في آيته وزعم بعض عن ابن مسعود وابن عباس وجعفر بن محمد انه كلمه الله بلا واسطة وان صح عن ابن عباس وابن مسعود والحسن انه دنا من الرب وتدلى فما ذلك الأقرب تشريف وقاب قوسين او ادنى تأكيد لذلك وايضاح للمعرفة واشراف على حقائق كما قال عياض.