التفاسير

< >
عرض

تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ
١٤
-القمر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ تَجْرِي } السفينة { بِأعْيُنِنَا } أي بمرأى منا أي محفوظة بحفظنا وقيل بامرنا واعلم ان ذات الواح ودسر من الصفات التي تغني عن ذكر موصوفها ولا يكاد يذكر معها إلا تأكيداً أو دفعا للبس ان وجد وانما ذكرته انا للبيان لمن قد لا يعلم وذلك من فصبح الكلام وبديعه.
{ جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } وهو نوح فإنه نعمة مكفورة فإن النبي رحمة
{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } وقال رجل للرشيد: الحمد لله عليك فقال: ما معنى هذا فقال انت نعمة حمدت الله عليها أو الاصل لمن كان كفر به فهو من الحذف والايصال أو كفر كلامه المرسل به فحذف المضاف وقرأ قتادة بالبناء للفاعل أي جزاء للكافرين وقرأ الحسن بكسر الجيم مصدر جازي كالمجازاة وزعم بعضهم في قراءة البناء للمفعول ان من واقعة على النعم وهو خلاف الاصل وقليل حيث اوقع من على غير عالم بدون اقتران بعالم وبدون ارادة.
وقيل المراد بمن كفر نوح والمؤمنون لانهم مكفرون وجزاء مفعول لاجله لحمل أو فجر أو فتح على التنازع عند مجيز التنازع في المفعول لاجله فيقدر للمهمل ضمير مجرور باللام أو على عدم التنازع فيقدر له ظاهر مجرور أو مفعول لاجله لمحذوف أي فعلنا ذلك جزاء وعلى البناء للفاعل لا يتنازع فيه حمل بل فتح وفجر إلا على معنى حمله وابقاء الكفار أي ابقيناهم غير محمولين جزاء لهم.