التفاسير

< >
عرض

يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ
٢٩
-الرحمن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَسْئَلُهُ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } من ملك للمغفرة وانس وجن لها وللارزاق وحوائجهم ولا غنى لمخلوق عنه وان عظم لانه عاجز فهو كامل القدرة والمراد السؤال نطقا وحالا ليدخل فيه من لا يسأله كمكره والمجنون فان ذواتهم وصفاتهم محتاجة دالة على العجز وقيل المراد جميع الحيوانات والجمادات والسؤال بالنطق وبالحال.
{ كُلَّ يَوْمٍ } أي وقت { هُوَ فِى شَأنٍ } امر يظهره على وفق ارادته وتقديره الازلي من أحياء وأماتة وأعزاز وإذلال وإغناء وإعدام وإجابة داع وإعطاء سائل وغفران ذنب وتفريج كرب وغير ذلك وتلاها صلى الله عليه وسلم فقيل ما الشأن فقال من شأنه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين والدنيا كلها عنده يوم شأنه فيه ذلك واليوم الآخر وهو يوم القيامة شأنه فيه الجزاء والآية رد على اليهود إذ قالوا الله لا يقضي يوم السبت شيئا استراحة.
وعن ابن عباس: اللوح من درة بيضاء وياقوت احمر قلمه نور وكتابته نور ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة أي يصرف منه ذلك العدد انواعا وقال الدراني: الشأن الاحسان يتجدد كل وقت للعبد وقيل: هو ان يخرج كل يوم وليلة عسكرا من أصلاب الرجال إلى الأرحام وعسكرا من الأرحام الى الدنيا وعسكرا من الدنيا الى القبور وسأل بعض الملوك وزيره عن الآية فاستمهله الى غد وذهب كئيبا يفكر فقال له أسود يا مولاي أخبرني ما أصابك لعل الله يسهل لك على يدي فاخبره فقال انا افسرها للملك فاعلمه فقال: أيها الملك شأنه انه يولج الليل في النهار والنهار في الليل ويخرج الحي من الميت والميت من الحي ويشفي ويسقم ويبلي ويعافي ويعز ويذل ويفقر ويغني فقال: أحسنت وامر الوزير ان يخلع عليه ثياب الوزارة فقال يا مولاي هذا من شأن الله.
ودعا عبد الله بن طاهر الحسين بن الفضل وقال: اشكلت علي ثلاث آيات فاصبح من النادمين وقد صح ان الندم توبة وكل يوم هو في شأن وقد جف القلم بما يكون وان ليس للانسان إلا ما سعى اما بال الاضعاف فاجابه الحسين بجواز ان لا يكون الندم توبة في تلك الامة وقيل: ندمه على حمل هابيل وقيل لم يأت بشروط التوبة وللانسان ما سعى عدلا والاضعاف الى الف واكثر فضلا وفي كل يوم شأن يبديه أي يظهره لا شأن يبتديه فقام عبد الله فقبل رأسه وسوغ خراجه وكل ظرف لاضافته ليوم متعلق بما تعلق به في شأن.