التفاسير

< >
عرض

سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ
٣١
-الرحمن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ } أي سنوفر عذابكم والانتقام منكم ايها المشركون وهذا وعيد وتهديد مستعار من قول الرجل لمن يهدده سافرغ لك يريد سأتجرد للايقاع بك من كل ما يشغلني وإلا فالله لا يشغله شأن عن شأن وقد يقول الرجل ذلك وما به شغل فيكون استعارة ايضا قال ابن عباس لكنه لم يجعل الخطاب للمشركين والفراغ للعذاب فقط بل الخطاب للخلق والفراغ للحساب وهو حسن ويجوز ان يكون المعنى ستنتهي الدنيا وتبلغ اخرها وتنتهي شؤون الخلق فلا يبقى إلا شأن واحد وهو الجزاء والحساب يوم القيامة ولا يفعل فيه غير الحساب والجزاء فجعل فراغا لهم على طريق التمثيل.
وقيل سنتقصد لكم بعد القول والامهال وقرأ حمزة والكسائي سيفرغ لكم بالمثناة تحت أي الله وقرىء سافرغ لكم بالهمز وقرىء بالنون مفتوحا مع الراء وقرىء بالنون مكسورا مع فتح الراء وقرىء بياء مفتوحة مع الراء ومضمومة مع فتح الراء وقرأ ابى سنفرغ اليكم أي نقصد اليكم.
{ أَيُّهَ الثَّقَلانِ } قيل أراد المشركين منهم فقط وقيل: جمع الانس والجن قال جعفر بن محمد الصادق سموا لثقلهم بالذنوب وقيل: لثقلهم على الأرض أحياء وأمواتا ووجه التسمية لا يوحيها وقيل: لرزانة آرائهم وقدرهم وكل ذي قدر ثقل وفي الحديث:
" إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " جعلهما ثقلين اعظاما لهما وقيل: لثقلهما بالتكليف.