التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٢
يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ
٣٣
-الرحمن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ0يَامَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ } كالترجمة لقوله أيها الثقلان ويكتب ايها هنا ويا أيها السحار في الزخرف وايها المؤمنون في النور باسقاط الألف المتصل بالهاء في نسختنا معشر أهل الغرب.
{ إِن اسْتَطَعْتُمْ } قدرتم { أَن تَنفُذُوا } تخرجوا { مِنْ أَقْطَارِ } أي جوانب { السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ } هاربين من الله وقضائه كالأماتة والأمراض والأفقار { فَانفُذُوا } اخرجوا.
{ لا تَنفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ } إلا بقوة وقهر ولا قوة لمخلوق على ذلك وليس ما وراء الاقطار خارجا عن ملك الله اذ لا مالك سواه ولكن تمثيل وكذلك لو صح لهم النفوذ منها لم يفوتوا قضاءه وقدم الجن لانهم اشد نفوذا منا والامر للتعجيز وقال ابن عباس: ان قدرتم ان تنفذوا لتعلموا ما في السماوات وما في الارض فانفذوا لكن لاتنفذون ولا تعلمون إلا ببينة نصبها لله فتعرجون إليها بافكاركم.
وقال الضحاك: يقال لهم ذلك يوم القيامة وهو الصحيح قال: يفر الناس في أقطار الأرض والجن لما يجدون من هول القيامة فيجدون سبعة صفوف من الملائكة احاطت بالارض فيرجعون فيقال لهم ذلك وقيل: تنزل الملائكة فتحيط بهم والنار فإذا رأوهم هربوا فلا يأتون وجهاً إلا وجدوا فيه الملائكة وعن عطاء بن يزيد: ترجف مساكنهم وافئدتهم فيخرجون الى مكان البحر وقد زال ماؤه فيلبثون فيه جميعا ثم تقول الشياطين ما يحبسنا هلموا نلتمس المخرج فيخرجون حتى يأتوا الافق من قبل مغرب الشمس فيجدونه مسدودا بالحفظة فيرجعون إلى الموضع ثم يقولون هلموا فيأتون المشرق فيجدونه كذلك فيرجعون فيبنما هم اذ أشرفت عليهم الساعة ايها الناس أتى أمر الله فما المرأة باشد استماعا لها من الوليد في حجرها لو كان لكن لا تقوم على وليد بل البالغين.