التفاسير

< >
عرض

هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلْمُجْرِمُونَ
٤٣
يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ
٤٤
-الرحمن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِى يُكَذِّبُ بِهَا المُجْرِمُونَ0يَطُوفُونَ } يسعون ويترددون وقرىء يطوفون بضم الياء وكسر الواو مشددة مبالغة وقرىء يطوفون بفتح الياء والطاء والواو مشددتين اصله يتطوفون ابدلت التاء طاء وسكنت وادغمت وقرىء يطافون بالبناء للمفعول من أطاف.
{ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ } ماء حار { ءَانٍ } بلغ في الحرارة أناه في غايته أو انتهى حره يقال أنى الشيء حضر ثم يلقون فيها وقيل: يقال ذلك وهم فيها وذلك توبيخ لهم وقيل: لا يقدر القول وإنما ذلك اخبار بحالهم وعلى التقدير بالغيبة التفات لأن مقتضى الظاهر يقال لهم هذه جهنم التي تكذبون بها تطوفون الخ...
ولكنه الوصف بالاجرام انه هو السبب ومراعاة لحق حال غائبة اولا التفات بل يقال ذلك في الآخرة بالغيبة صونا عن خطابهم لخستهم وللامر الواحد اعتبارات وقرأ ابن مسعود هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان لا تموتان فيها ولا تحييان وهي مقوية للالتفات وذلك الماء يصب عليهم وقيل اذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم الذي كالمهل وعن كعب الأحبار: ان واديا من أودية جهنم يجتمع فيها صديد أهل النار فينطلق بهم في الاغلال فيغمسون فيه حتى تتخلغ أوصالهم ثم يخرجون منه وقد أحدث الله لهم خلقا جديدا فيردون في النار فذلك الطواف بينهما وبين الحميم الآني وذكر ان شجرة الزقوم نبتت في الباب السادس من أبواب جهنم على صخرة من نار تحتها عين من الحميم سوداء غليظة فيسلط على احدهم الجوع فينطلق به فيأكل منها ملأ بطنه فيغلي بطنه كغلي الحميم فيطلب الشراب يبرد به جوفه فينزل من الشجرة الى تلك العين التي تخرج من تحت الصخرة من فوقها الزقوم ومن تحتها الحميم فتزلق قدماه على الصخرة فيقع بظهره وجنبه فيستوي عليها كالسمكة على المقلى وتسحبه الخزنة على وجهه فينحدر على تلك العين ويسقيه الخازن في اناء من حديد من نار فإذا ادناه من فيه اشتوى وجهه فإذا وضعه على شفتيه تقطعت شفتاه وتساقطت أضارسه ولسانه من حرة في بطنه اخرج ما فيه من دبره وعن ابن عباس ان في اصل جهنم شجرة لابد للكافر من الاكل منها ملأ بطنه مرة بعد أخرى.
وعن الحسن: وقد غلى ذلك الماء منذ خلق السماوات والارض واعراب آن على الباء المحذوفة لالتقاء الساكنين كقاض.