التفاسير

< >
عرض

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ
٤٦
-الرحمن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } أي قيامه بين يدي ربه للحساب فيترك المعصية والاضافة تشريف والمقام مصدرا والموضع الذي يقوم فيه للحساب فهو اسم مكان أو الزمان الذي يحاسب فيه فهو اسم زمان وذلك تفسير الحسن وقال مجاهد: مقام ربه اطلاعه عليه فيترك المعصية التي اهتم بها فهو مصدر ميمي ويصح كونه اسم مكان أو زمان أي يخاف مقامه أي حضرته وقيل المراد عظمته وهو كذلك وقيل: خوف مقامه المراقبة لله سرا وعلانية بترك المعصية ويخلص الطاعة ويحب السر وقيل: مقامه حفظه ومراقبته وقيل المقام مقحم كقولك أخاف جانب فلان.
{ جَنَّتَانِ } قيل جنة للخائف الانسي وجنة للخائف الجني كأنه قيل ولكل خائف منكما جنتان جنة للجني وجنة للانسي وقيل الجنتان الواحد جنة للطاعة وجنة لترك المعصية وقيل جنة الثواب وجنة المفضل وقيل جنة عدن وجنة نعيم وكان شاب في زمان عمر رضي الله عنه في غاية الجمال والحسن واعجبه وتفرس فيه الخير فاجتاز الفتى بأمرأة فاعجب بها ولما هم بها نزلت عليه الخشية وعصمه الله فوقع على وجهه مغشيا عليه فحملته المرأة الى منزله وكان له أب شيخ كبير اذا امسى جلس على الباب ينتظره فلما رآه الشيخ غشي عليه ولما افاق ساله عن حاله فقص عليه ثم صاح صيحة فخر ميتا ودفن.
وقرأ عمر على قبره ولمن خاف مقام ربه جنتان فناداه من القبر ان الله اعطانيهما وزادني ثالثة وقيل جنة لعقيدته وجنة لعمله وقيل روحانية وجسمانية وكذلك ما جاء مثنى بعد وفي الحديث:
" من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة " ، ادلج باسكان الدال سار أول الليل وبالشد السير آخره والمراد هنا الأولى أي بكر للأمر وجد وللخائف جنتان وإن زنى وإن سرق وإن زنى وإن سرق وإن زنى وإن سرق إن تاب وإن مات بلا توبة فليس يخاف.