التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٥٥
فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ
٥٦
-الرحمن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ0فِيهِنَّ } أي الجنات لانه من خاف { جنتان } فتلك جنتان أو في الاماكن والقصور من الجنتين أو فيهما أو فيما اشتملتا عليه من ذلك أو للفرش أو في الآلاء المعدودة من الجنتين والعينين والفاكهة والفرش والجنى كما تقول زيد في الدار وليس إلا في موضع واحد منها.
{ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } أي نساء قاصرات ابصارهن على ازواجهن والطرف جنس أي حبسن اعينهن عليهم لا ينظرون لغيرهم ثوابا لمن خاف وقصر طرفه في الدنيا عن الحرام والشبهة واللذات وزينتها تقول الزوجة لزوجها "وعزة ربي ما ارى في الجنة شيئاً احسن منك الحمد لله الذي جعلك زوجي وجعلني زوجتك".
{ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَآنٌ } أي لم يطمث الانسيات انس ولا جان ولا الجنيات جن ولا انس وذلك ان الآدميين قد يتزوجون الجنيات في الدنيا وقد يزنون بهن والجان قد يزنين بالانسيات في الدنيا وفشى ذلك في الجاهلية وذكروا ان من لم يسم الله عند الجماع جامع الجن معه فنفى الله عن نساء الانس اللاتي يعطون من الجن وعن نساء الجن كذلك ان يمسسن وقيل لم يمس الانسيات انس ولا الجنيات جن وفي الآية دليل على ان الجن تجامع كل الانس في الدنيا وعلى ان لهم ثوابا وهن حور.
وزعم بعض ان نساءهم في الجنة منهم وقيل ان تلك القاصرات آدميات للآدميين وجنيات للجن يجعلهن الله ابكارا ومنهن من يموت في الدنيا بكرا وقيل الطمث الجماع وقيل دم الفرج أي لم يفضهن انس ولا جان قبلهم في الجنة أي لم يخرج ذلك الدم وقرأ الكسائي بضم الميم وقيل آدميات وجنيات يخلقهن الله هناك.