التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ
٦
-الرحمن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالنَّجْمُ } النبات الذين ينجم من الارض أي يطلع ولا ساق له { وَالشَّجَرُ } ما له ساق ويبقى شتاء { يَسْجُدَانِ } له أي يخضعان له طبعا خضوع المكلفين طوعا شبه عدم امتناعهما عما يريده منهما بسجود الساجد وقيل: سجودهما سجود ظلهما وقيل: النجز الكوكب وسجوده طلوعه والصحيح الاول لمقابلة بالشجر وعلى الثاني مجاهد وعليه فنسبه النجم وهو جنس النجوم من اسماء كنسبه الشجر من الارض لانهما في ظاهرهما وفي الآية الحاق بمراعاة النظير وهو الجمع بين معنيين غير متناسبين بلفظين يكون لهما معنيان متناسبان غير مقصودين فالنجم بمعنى الشجر لا يناسب الشمس والقمر لكن قد يكون لفظ النجم بمعنى الكوكب وهو مناسب لهما ويسمى إيهام التناسب واما مراعاة النظير فجمع امر وما يناسبه لا بالتضاد مثل قوله سبحانه والشمس والقمر بحسبان وإنما عطف الجملتين وما بعدهما وصلا للتناسب والتقارب بالعطف لان الشمس والقمر سماويان والنجم والشجر أرضيان فبين القبيلين تناسب التقابل وان القمر والشمس لا يزالان يذكران معا وان جرى الشمس والقمر بحسبان من جنس الانقياد لله فهو مناسب لسجود النجم والشجر وذلك الاصل واما ترك العطف قبل ذلك فايراد على طريق التعديد تبكتاً لمنكر الرحمن.