التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ
٧
أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ
٨
-الرحمن

هميان الزاد إلى دار المعاد

والآية { وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا } خلقها مرفوعة محلا ومرتبة فانها منشأ أحكامه ومصدر قضاياه ومنزل أوامره ونواهيه ومسكن ملائكته الذين لا يفترون عن العبادة وينزلون بالوحي الى انبيائه وبينها وبين الارض خمس مائة عام وقيل: كانت على الارض ورفعها وقيل: رفعتها نملة بقدرته.
{ وَوَضَعَ المِيزَانَ } اي العدل أي امر به كما فسره بقوله { أَلا تَطْغَوْا فِى المِيزَانِ } أي لا تجاوزا العدل هذا مذهب الجمهور وقيل قام بالعدل بين خلقه واعطى كل ذي حق حقه فانتظم امر العالم قال صلى الله عليه وسلم:
" بالعدل قامت السماوات والارض " وان تفسير ايضا لدالة عدله على النهي عن عدم العدل وقيل: اراد كل ما يوزن به الاشياء ويعرف مقاديرها من ميزان ومكيال ومقياس وغير ذلك خلقه موضوعا على الارض حيث علق احكام عباده بالعدل في الاخذ والاعطاء.
وقرأ عبدالله ابن مسعود وخفض الميزان ويجوز كون ان المصدرية ولا نافية أي لئلا تطغوا وأسقط ابن مسعود ان على إرادة القول أي قال لا تطغوا في الميزان أي لا تظلموا فيه وصف السماء بالرفعة ووصف الارض بما فيها بلفظ الوضع اظهاراً للتفاوت ووصفها به أيضاً بعد على التحقيق وقرىء برفع السماء على الابتداء.