التفاسير

< >
عرض

ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ
٣٩
وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ
٤٠
-الواقعة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ0وَثُلَّةٌ مِّنَ الأَخِرِينَ } "لما نزل ثلة من الأولين وقليل من الآخرين بكى عمر فقال آمنا بك وصدقناك ومن ينجو منا قليل فنزلت هذه فدعاه فاخبره فقال: رضينا عن ربنا وتصديق نبينا فقال صلى الله عليه وسلم: ثلة من آدم إلينا وثلة مني الى يوم القيامة و لا يستتمها إلا سودان من رعاة الابل ممن قال لا إله إلا الله" والثلة الجماعة العظيمة وهذه في أصحاب اليمين وتلك في المقربين كما مر فلا منافاة "وقد عرض عليه صلى الله عليه سلم ليلة الاسراء الامم قال فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه احد فقيل لي انظر الى الافق اذ رفع الي سواد عظيم فظننتهم امتي فقيل أمة موسى معه ولكن انظر الى الافق فإذا سواد عظيم فقيل انظر للافق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل هذه امتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في السبعين ألفا، فقال بعضهم ولعلهم الذين ولدوا في الاسلام ولم يشركوا فخرج عليهم فقال فيم تخوضون فاخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقال عكاشة: أدع الله ان يجعلني منهم فقال: أنت منهم فقام آخر وقال مثله فقال سبقك بها عكاشة" .
والرهيط تصغير رهط وهو ما ردت العشرة سافلا وقيل ما ردت الاربعون وقيل غير ذلك وقال ابن مسعود "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبا نحوا من أربعين فقال: أترضون ان تكونوا ثلث اهل الجنة قلنا: نعم قال: والذي نفس محمد بيده إني لأَرجو أَن تكونوا نصف أَهل الجنة وما انتم في اهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأَسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الابيض" وفي رواية "إِن أُمتي ثلثا أَهل الجنة والناس يومئذ عشرون ومائة صف وان امتي من ذلك ثمانون صفا كذا وجدت" وروي "إِنهم عشرون ومائة صف ثمانون من هذه الأَمة وأَربعون من سائر الأمم" وقال ابن العاتية ومجاهد وعطاء والضحاك والزجاج: ثلة من الاولين من آمن بالنبي وعاينه ممن في عصره وثلة من الآخرين من يأتي بعده مؤمنا والمشهور الاول وفي الحساب الاطفال تكمل العدة باطفالنا واطفالهم.
"وروي انه صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه: أيسركم ان تكونوا ثلث أهل الجنة قالوا الله ورسوله اعلم قال: إن أيسركم أن تكونوا شطر اهل الجنة قالوا: الله ورسوله اعلم" "وروي انه قال: إِني لأَرجو أَن تكونوا ربع أَهل الجنة فكبروا وحمدوا الله واستبشروا ثم قال: إني لأرجوا أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبروا وحمدوا واستبشروا، ثم قال: اني لأرجو ان تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا وحمدوا واستبشروا" . قال الحسن: ان ذلك هو قوله عز وجل { ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ0وَثُلَّةٌ مِّنَ الأَخِرِينَ }.