التفاسير

< >
عرض

فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ
٥٣
فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْحَمِيمِ
٥٤
فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ
٥٥
-الواقعة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَمَالِئُونَ مِنْهَا البُطُونَ } الضمير للشجر وانثه باعتبار المعنى { فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ } الضمير للشجرة وذكره باعتبار اللفظ كذا قال جار الله: والظاهر عوده للزقوم وقرىء من شجرة فالتذكير للزقوم وقيل لها لتأويلها بالزقوم لانه تفسيرها.
{ مِنَ الحَمِيمِ0فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ } وانما عطف الشاربين على الشاربين للاختلاف من حيث ان كونهم شاربين للحميم على ما هو عليه من تناهي الحرارة وقطع الامعاء امر عجيب وشربهم له على ذلك ما يشرب الهيم الماء امر عجيب أيضا فالصفتان مختلفتان بينهما عموم وخصوص من وجه والشرب بالضم مصدر وهو قراءة عاصم وحمزة وقرىء بالفتح كذلك وقرىء بالكسر على انه بمعنى المشروب فيكون مفعولا به لا مصدرا كلاولين والهيم الابل التي بها الهيام وهو دواء تشرب فلا تروى ولا تزال تشرب حتى تموت أو تمرض شديدا وهو ماء اصفر في البطن يجتمع في البطن يشبه الاستسقاء جمع اهيم وهيماء كاحمر وحمراء قال ذو الرمة.

فاصبحت كالهيماء لا الماء مبرد صداها ولا يفضي عليها هيامها

والاصل ضم الهاء في الهيم ولكن كسرت لئلا تقلب الياء واوا وقيل جمع هيمان وهيمى كعطشان وعطشى والمراد العطاش وقيل جمع هايم لان الجمل اذا اصابه ذلك الداء هام على وجهه وقيل جمع هيام بالفتح وهو الرمل الكثير الذي لا يتماسك ولا يروى وقيل الارض ذات الرمل والاول قول ابن عباس والثاني قول الكلبي وقال الحسن: الابل الطوال التي تشرب حتى تقطع اعناقها وروي عن ابن عباس والثوري انها الرمل الكثير الذي لا يروى وعلى كال حال الاصل ضم الهاء.
روي انه يسلط عليهم الجوع حتى يضطرهم إلى أكل الزقوم الذي هو كالمهل وهو دردي الزيت أو ذائب الفضة أوالنحاس فإذا ملأوا بطونهم سلط عليهم العطش حتى يضطرهم إلى شرب الحميم الذي يقطع أمعاءهم فيشربوه شرب الهيم.