التفاسير

< >
عرض

لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
٦٥
-الواقعة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً } نباتاً يابساً متفتتا لا حب فيه كالتبن بحيث لا ينتفع به في مطعم ولا غيره وابطل بذلك قول من يقول انه يكون زرعاً بنفسه لا بفعلنا ولا بفعل غيرنا فهل يدفع عنه نفسه أون تدفعون عنه الآفات.
{ فَظَلْتُمْ } أصله ظللتم بلام مكسورة حذفت تخفيفا وقد قرىء به وقرىء فظلتم بكسر الظاء نقلا من اللام المحذوف وكان المحذوف اللام الاول لانها تدغم وقيل الثانية لأن الثقل حصل عندها.
{ تَفَكَّهُونَ } تعجبون بما نزل فيه وقال الحسن: تندمون على تعبكم فيه وانفاقكم عليه وقيل: على المعاصي التي أوجبت ذلك وقيل: تتلاومون وقيل: تحرثون وقيل: تتلهفون على ما فاتكم والاول لابن عباس وقال ابن زيد: تتفجعون وقيل: تطرحون الفاكهة عن أنفسكم والأصل تتفكهون حذفت احدى التائين وقرىء يتفكنون وفي الحديث مثل العالم كمثل الحمة وهي عين ماء تستشفى بها المرضى يأتيها البعداء ويتركها القرباء فبينما هم كذلك إذ غار ماؤها فانتفع بها قوم وبقي قوم يتفكنون أي يتندمون.