التفاسير

< >
عرض

وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
٨٢
-الواقعة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ } أي شكر رزقكم { أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } أي به أي بالرزق وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ انكم تكذبون به أي يجعلون بدل الشكر التكذيب كقوله:

فشركما لخيركما الفداء يقولون مطرنا بنوء كذا

ينسبون انزال المطر الى النجم ولا يرونه من فضل الله وناء النجم ينوء غاب "وقيل طلع وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بالحديبية في اثر سماء كانت من الليل يعني المطر فاقبل على الناس وقال هل هل تدرون ماذا قال ربكم، قالوا: الله ورسوله اعلم قال: قال: اصبح من عبادي مؤمن وكافر فمن قال مطرنا بفضل الله مؤمن بي وكافر بالنجم ومن قال مطرنا بالنجم كذا كافر بي مؤمن بالنجم" فنزلت الآية وقال: "ما نزلت نزلة من السماء إلا أَصبح بها فريق كافرين يقولون أمطرنا نجم كذا، وقيل: عطشوا في سفر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيتم أَن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون سقينا هذا المطر بنوء كذا فقالوا: ما هذا بحين الأنواء فصلى ركعتين ودعا فهاجت ريح وأَثارت سحابة فمطروا حتى سالت أودية وملئوا الأًسقية فمر برجل يغترف بقدح وهو يقول: سقينا بنوء كذا ولم يقل من رزق الله" فنزلت الاية.
وذلك كفر شرك كما قال الشافعي والجمهور من العلماء وزعم بعض قومنا انه كفر نعمة ومن قال مطرنا بنوء كذا ولم يعتقد ان الكوكب فاعل مدبر بل اعتقد ان الفاعل المدبر الموجد للمطر هو الله بفضله نوء النجم ميقات له فلا كفر ولكن يكره ذلك كراهة تنزيه لئلا يساء الظن به ولأن ذلك قول الجاهلية وشعارهم وقيل يحرم ذلك القول وقال الحسن تكذبون بكتاب الله أي تجعلون ظنكم ونصيبكم من القرآن التكذيب به أو تجعلون شكر نعمة القرآن التكذيب به والرزق بمعنى الشكر لغة ازد شنوة وقرأ علي وابن عباس شكركم وزعم بعضهم أن المفسرين اجمعوا ان الآية في الانواء ويدل على ان المحرم اعتقاد تأثير النجم وايجاده ما زعم قومنا.
عن عمر انه استسقى بالمصلى ونادى العباس كم بقي من نوء الثريا فقال العباس: ان العلماء يزعمون أنها تعترض في الافق سبعاً بعد وقوعها فوالله ما مضت تلك السبع حتى غيث الناس وإنما أرادتم كم بقي من الوقت الذي جرت العادة بالمطر عند تمامه وقرأ تكذبون بفتح التاء واسكان الكاف أي تكذبون بقولكم القرآن سحر وشعر والمطر من الانواء.