التفاسير

< >
عرض

فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٩٦
-الواقعة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَسَبِّحَ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ } قد مر أي نزهه من كل سوء وقيل: صل بذكر ربك وأمره "وكان صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الاعلى" وما يأتي على الآية رحمة إلا سأل أو على آية عذاب إلا تعوذ وذلك في الصلاة وقال صلى الله عليه وسلم لابي ذر: "ألا أخبرك باحب الكلام الى الله سبحان الله وبحمده وقال: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" .
والامر بتسبيح الله العظيم أمر بالاعراض عن الدنيا والاقبال الى الآخرة قال صلى الله عليه وسلم "من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة" وروي شجرة وقال صلى الله عليه وسلم "ان مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها، أما يحب احدكم أن لا يزول له ما يذكر به" .
"ومر صلى الله عليه وسلم بأبي هريرة يغرس فقال: ألا أدلك على غراس أفضل من هذا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة" ويجوز في الآية والتي سبقت ان يراد بالاسم جنس أسمائه ويجوز أن يكون العظيم صفة للاسم أي الاسم العظيم وان كان لم ينص عليه قيل ويؤيد هذا ويشير إليه اتصال سورة الحديد وأولها أسماء وقد قال ابن عباس اسم الله الاعظم موجود في ست آيات من أول سورة الحديد وعنه صلى الله عليه وسلم "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، وأن المؤمن إذا احتضر يحب لقاء الله ويحب الله لقاءه، والكافر إذا احتضر كره لقاء الله ويكره الله لقاءه" .
وقرأ { فلولا إذا بلغت } الى اخر السورة وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا احتضر المؤمن قيل لنفسه اخرجي طيبة من جسد طيب وابشري بروح وريحان ورب غير غضبان وتفتح لها السماوات والكافر بعكس ذلك ترد روحه ويقال لها لا مرحبا بالنفس الخبيثة ارجعي لن يفتح لك" .
اللهم بحق هذه السورة ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم علينا يا الله ياعزيز يا حكيم يا محيي يا مميت يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن اخز النصارى واكسر شوكتهم واهنهم وغلب الموحدين والمسلمين عليهم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.