التفاسير

< >
عرض

مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ
١١
-الحديد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً } هو الانفاق في سبيل الله قيل هذا في العزو وصدقة التطوع شبهه بالقرض لانه إذا أعطى ماله لوجه الله فكأنه أقرضه إياه ولأنه يعوض عنه الجنة وحسن الانفاق باخلاصه وتحري أكرم المال وأفضل الجهات وفي الحديث الرباني "كل حسنة يعملها ابن آدم بعشر امثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فهو لي وأنا اجازي به" ولذلك قال { فَيُضَاعِفُهُ لَهُ } أي يعطيه أجره مضاعفا أضعافا من فضله.
{ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } زيادة على المضاعفة في مقابلة عمله وهو نفس الجنة وهو مقترن به رضي وقبولا وهذا معنى الكرم أو معناه العظم وقرأ ابن كثير فيضعفه بالتشديد ورفعه على القرأتين على العطف على يقرض أوعلى أنه خبر لمحذوف والفاء للاستئناف وقرأ عاصم فيضاعفه وقرأ ابن عامر ويعقوب يضعة بالتشديد بنصبهما في جواب من الاستفهامية وعن بعضهم لا يكون القرض لله حسنا إلا بعشرة أن يكون من حلال وأن يكون من أحد المال وأن يكون محتاجاً لما تقرض وأن تصرفه لمن هو أحوج وأن تكتم الصدقة ما أمكنك وأن لا تتبعها بالاذى أو بالمن وأن تقصد وجه الله ولا ترائي وأن تستحقر ما تعطي وأن كثر وأن يكون أحب مالك اليك وأن لا ترى عز نفسك وذل الفقر.