التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ
١٩
-الحديد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ } وهم المتصدقون والمتصدقات اعادهم بالذين ليصفهم بالايمان الذي هو سبب اعمال البر وقيل غيرهم.
{ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ } الكثيرو الصدق { وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ } أي بمنزلة الصديقين والشهداء أو هم انفسهم صديقون لتصديقهم بجميع اخبار الله ورسله وشهداء أي قائمون بالشهادة لله ولانفسهم وعلى الامم السالفة قال مجاهد كل من آمن بالله ورسله فهو صديق وتلا الآية فقيل اراد الله ابا بكر وعمر وحمزة ونحوهم وعمر ملحق بمن سبق اسلامه ولو تأخر اسلامه لصدقه والصديق بالتشديد مبالغة من الصدق لا من التصديق كما قيل وفي الحديث
"مؤمنوا أمتي شهداء" وقال ابن عباس والضحاك ومسروق: تم الكلام في { الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ } استئناف فقيل عند ربهم خبر وهم الانبياء يشهدون عن الأمم وروي هذا عن ابن عباس قيل: وهو بعيد عن لفظ الآية وقيل: كل مؤمن من الأمة وقيل: الذين قتلوا في سبيل الله أو الخبر.
{ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ } أي مثل أجرهم ونورهم بلا تضعيف ليحصل التفاوت والاجر والنور الموعود ان لهم على الصراط وقيل النور ثواب عمهلم فهو مرادف للاجر وفي الحديث
"يا نساء المؤمنات لا تحقرن إِحداكن لجارتها ولو كراع شاة محرقا وقال: ردوا السائل ولو بظلف محرق" وقال ابن عبد البر: ففي الحديث الحث على قليل الصدقة وكثيرها وفي قوله تعالى { من يعمل مثقال ذرة خيرا يره } أوضح دليل في هذا الباب، وقال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة" فإذا كان الله يربي الصدقة فما بالنا نغفل ولقد تصدقت عائشة بحبتين من عنب فنظر إليها بعض أهل بيتها فقالت: لا تعجبن فكم فيهما من مثقال ذرة وفي الحديث "الرجل في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس" قال يزيد بن حبيب فكان أبو الخير لما حدثه به عقبة بن عامر الصحابي لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو ببصلة.
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِأيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَحِيمِ } النار لا يقال في الآية دليل على اختصاص الخلود بالمشركين من حيث الحصر بتعريف الطرفين ودلالة الصحبة عرفا على الملازمة لانا نقول الاضافة يكفي فيها أدنى ملابسة عرفا وغيره وتطلق لصحبة على غير الملازمة كما يطلق على الملازمة.