التفاسير

< >
عرض

فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ
١٧
-الحشر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا } خبر لكان والضمير للانسان والشيطان { أَنَّهُمَا فِى النَّارِ } اسم كان في التأويل { خَالِدَيْنِ } حال من ضمير الاستقرار { فِيهَا } وقرىء انا برىء منك وقرىء برفع العاقبة على انه اسم كان وانهما في النار خبر في التأويل وقرأ ابن مسعود خالدان بالرفع على انه خبر ثاني لان أو خبر لها وفي النار متعلق به وفيها توكيد لقوله في النار ولو جعل اسم كان ضمير شأن وعاقبة مبتدأ لصح.
وروى ان ابا تلك المرأة حي حنيئذ وانه جاء هو واخوتها وتقدمهم الشيطان وقال ان القوم علموا ما فعلت بالمرأة فإن سجدت لي رددتهم فسجد له وانه دفنها في اصل حائط وبعض يقول اسمه برصيص بدون ألف قال السهيلي وقد ذكر هذه القصة هكذا روى القاضي اسماعيل وغيره من طريق سفيان عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر بن عبيد بن رفاعة الزرقي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقول الشيطان اني اخاف الله ليس عقيدته.
{ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ } خزي في الدنيا والآخرة وكانت الرهبان بعد ذلك تمشي بالتقية في بني اسرائيل ورماهم الاشرار بالبهتان حتى جاء جريج واتخذ صومعة يترهب فجاءته أمه فنادته فقال يا رب أمي وصلاتي فأقبل على الصلاة فقالت: اللهم لاتمته حتى ينظر في وجه المومسات أي الزانيات فتذكر بنو اسرائيل عبادته فقالت امرأة بغي أي زانية ان شئتم افتنه لكم فتعرضت له فلم يلتفت اليها فامكنت نفسها من راع يأوي الى صومعته فوقع عليها فحلمت وولدت وقالت من جريج وكان ملك المدينة يبغض الزنا فهدموا صومعته وضربوه وجاءوا به وقال ما شأنكم قالوا زنيت قال اين الصبي فجاءوا به فقال دعوني اصلي فصلى فطن في بطن الصبي وقال يا غلام من ابوك قال فلان الراعي فاقبلوا يقبلون جريجا ويتمسحون به فقالوا نبني صومعتك من ذهب فقال بل من طين كما كانت.
وروي انهم شهدوا عليه زورا انه ولده فانطق الله الصبي كما ذكر وقيل ذهبوا الى شجرة واقعها الراعي تحتها فنطقت كل كل ورقة انه زنى بها الراعي وعنه صلى الله عليه سلم:
"لو كان جريج فقيها لاجاب امه" وذلك الصبي من صبيان نطقونا قبل ميقات النطق منهم مبارك اليمامة وشاهد يوسف وعيسى وموسى وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصبي كان يرضع ومر به راكب جميل فقالت امه رب اجعل ابني مثله فترك الثدي فاقبل عليه وقال اللهم لاتجعلني مثله ورجع للثدي حكاه ابو هريرة قائلا كأني انظر الى اسبابه صلى الله عليه وسلم يمصها يحكي ارتضاعه وصبي كان يرضع وكانوا يضربون جارية يقولون زنيت وسرقت وتقول حسبي الله وقالت امه: اللهم لا تجعل ابني مثلها فترك الرضاع وقال: اللهم اجعلني مثلها وذلك انها لم تزن ولم تسرق.