التفاسير

< >
عرض

أَن تَقُولُوۤاْ إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلْكِتَابُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ
١٥٦
-الأنعام

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إنما أُنزل الكِتابُ } جنس الكتاب، والمراد التوراة والإنجيل، أو مع ما أنزل الله على موسى كله أو غيره من بنى إسرائيل { على طائفتين } اليهود والنصارى، والحصر إضافى أى إنما الكتاب على طائفتين { من قَبْلنا } لا علينا، هذا ما ظهر لى وهو أولى مما قيل: إن الحصر حقيقى وإن لم يبق من كتب السماء إلا كتب اليهود والنصارى حين قالوا ذلك، فلم يعرفوا سواها فنفوه.
{ وإنْ كنَّا } إن مخففة بدليل اللام بعد، وهى مهملة عند التخفيف، وقد تعمل قليلا، وقيل: بقيت على الإعمال واسمها ضمير الشأن كما حذفت نون يكن فى الجزم، وعملت مع ذلك كما قال ابن الحاجب فى الكافية، وهى نثر شرحه الرضى، وقد اتصل بيدى، وقيل: بمعنى قد فى مثل ذلك، وعلى كل حال فاللام فارقة بين النفى والإثبات والمشهور الأول، وقيل: نافية واللام بمعنى إلا { عَنْ دِراسَتِهم لغَافِلينَ } أى لغافلين عن دراستهم، أى قراءتهم لا نعرف معناها، ولا عهدنا لفظها، لأنها بلغتنا، أو لغافلين عنها حالين عن مثلها لو كان لنا مثلها وعرفناه لآمنا به واتبعناه، ولم يقل عن دراستهما مع أن الضمير للتثنية وهى الطائفتان مراعاة للمعنى، لأن كل طائفة منهما جمع، ولو رجع الضمير إليهما بصبغة التثنية لجاز.