التفاسير

< >
عرض

بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
٢٨
-الأنعام

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ بلْ بَدَا لَهم } ظهر لهم. { ما كانُوا يُخفُون من قَبْل } أى عقاب ما أخفوه من قبل بقولهم: { { والله ربنا ما كنا مشركين } أى ظهر لهم عقابه فتمنوا الإيمان لمجرد التخلص من العقاب لا للرغبة فى الإيمان إن قيل لإبطال ما يفيده كلامهم، من أنهم تمنوا الإيمان رغبة فيه لذاته، من حيث إنهُ الحق، فأفادت الآية أنهُ من أمن لمجرد أن يثاب ولا يعاقب لا ينفعه إيمانه، وليست هذه صفة عامة المؤمنين، بل يزيدون لذلك اعتقاد فضل الإيمان فى ذاته، لكونه الحق، ويجوز أن يكون الذى يخفون من قبل هو قبائح أعمالهم التى يعملونها سراً، ومنها المنافقة بإضمار الشرك، وكذا ما أخفاه أهل الكتاب من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا مانع من أن يرد الكلام إلى ذلك كله، ويجوز أن يكون بدالهم بمعنى أنه ظهر لهم بنطق جوارحهم { { اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم } وقيل: ذلك فى المنافقين المضمرين خلاف ما نطقوا، والعاملين بالمعاصى سراً، وقيل فى أهل الكتاب.
{ ولَو ردُّوا } إلى الدنيا. { لَعَادُوا } لرجعوا. { لما نُهُوا عنه } إلى ما نهوا عنه إلى الشرك والمعصية. { وإنَّهم لكاذِبُونَ } فيما وعدوا مِنْ أنفسهم من الإيمان لو ردوا، وهذا كما تحقق إبليس وكفر مع ذلك.