التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٣٩
-الأنعام

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ والَّذينَ كذَّبوا بآياتنا } ما يدل علينا من آيات القرآن، وقيل: القرآن ومحمد سيدنا صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، وكلما يدل على توحيده وكل خلق يدل عليه.
{ صمّ } كالرجال الذين لا يسمعون لأنهم لما لم ينتفعوا بما سمعوا من القرآن والآيات السمعية، أو لا يستمعون إليه كانوا كمن لا يسمع، وزادوا بالعقاب، وهذا يدل على ما فسرت الآيات به من أنها آيات القرآن، لأن ذكر الصم يناسب السمع.
{ وبُكْمٌ } كالرجال الذين لا ينطقون لخرس فيهم، لأنهم لا ينطقون فنطقهم بغيره كلا نطق لعدم الفائدة، بل عليهم العقاب، وإن شئت فقل: صموا عن سماع الحق سماع قبول، وبكموا عن النطق به.
{ فى الظُّلمات } خبر ثالث، والثانى بُكْم بواسطة العطف، أى خابطون فى ظلمات الكفر، أو ظلمة الجهل وظلمة العناد وظلمة التقليد، ويجوز أن يكون حالا من المستتر فى بُكْم، وقال أبو حيان: خبر لمحذوف، أى هم فى الظلمات أو نعت لبُكْم أو حال من الضمير المقدر فى الخبر. { مَنْ يَشإ اللهُ } إضلاله { يُضْلِلهُ } باختياره لا جبراً وكسبه { ومن يشأ } توفيقه { يجْعلهُ عَلى صِراطٍ مُستقيمٍ } باختياره وتوفيقه، وذلك عدل من الله تعالى:
{ { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
}.