التفاسير

< >
عرض

وَأَنذِرْ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
٥١
-الأنعام

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وأنْذر بهِ } أى بالقرآن، كذا قيل بأن الكلام دل عليه، ولعل الهاء عائدة إلى ما يوحى وهو القرآن وسائر الوحى، ولعل مراد من رجعها إلى القرآن أراد رجوعها إلى ما يوحى مفسراً له بالقرآن.
{ الَّذين يخافُون أن يُحْشروا إلى ربِّهم } يخافون الحشر لشدة الهول وهم المؤمنون، ولو لم يفرطوا فى العمل، إذ لا يشقون بأعمالهم، فالإنذار للتخويف من الإياس، أو بمعنى مطلق الوعظ، وقيل المؤمنون المفرطون فى العمل، فينذرون على تفريطهم بالعقاب، وقيل هم الكافرون بالبعث، فإنهم ربما شكوا فى صحته أو ظنوا أنه صحيح، فيخافون أن يصح كارهين لصحته بمن يخاف وقوع شئ، ورجا أن لا يكون، وقيل: هم المؤمنون والكافرون، لأنهم كلهم خائفوه طبعاً، وقيل: المؤمنون والكافرون الذين لم يلتزموا بنفسه، وقيل يخافون بمعنى يعلمون، وفيه إعمال أن الناصبة للفعل بعد علم، وعلى تخصيص المؤمنون فخصوا لأنهم المنتفعون.
{ ليسَ لَهم من دُونه ولىٌّ } قريب أو صاحب يجلب لهم النفع، أو يدفع عنهم الضر بالنصب { ولا شَفيعٌ } يجلب الخير ويدفع الضر بتضرع، وهذا يدل على أن المراد بالذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم هم الكفار، أو المفرطون فى الأعمال، وإذا فسر بالمؤمنين فالمراد لا شفاعة لهم حتى يأذن الله بها، فتكون لهم، والجملة حال من واو يحشرون { لعلَّهم يتقونَ } يتركون التفريط بعد الإيمان فى الأعمال، وترك المعاصى أو يتقون الشرك والمعاصى أو يدومون على التقوى أو يزيدون منها.