التفاسير

< >
عرض

قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ
٦٤
-الأنعام

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قُلِ اللهُ ينجِّيكم مِنْها } من الظلمات، أو الظلمة على حد ما مرّ وشدد الكوفيون وهشام والجيم، وفتحوا النون، أمر الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: الله ينجيكم منها، لأنه لا محيل لهم عن هذا الجواب، نطقوا به أو سكتوا أو جحدوه عناداً، والواقع أنه لم يجحدوه.
{ ومِنْ كلِّ كرْبٍ } غم شديد يأخذ النفس غير تلك الظلمات، { ثم أنتُم تشْرِكُون } تعودون إلى الشرك لنسيانكم وقت الشدة، فلا توفون بالعهد، وثم بيان لبعد منزلة الشرك عن رتبة إقرارهم ووعدهم، وذلك أنهم يقرون بأن الله هو المنجى، ولو جاء على لسان نبيه عنهم فى { قل الله ينجيكم } ويجوز العطف على تدعونه، فتكون ثم لتراخى الحكم، أعنى تراخى وقوع الإشراك عن دعائهم.