التفاسير

< >
عرض

كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ
٣
-الصف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ } فاعل كبر مستتر يدل عليه مقتا وأن تقولوا مخصوص بالذم أو فاعله أن تقولوا جمعا بين التمييز والفاعل الظاهر والفظ كبر للتعجيب هنا والمبالغة في الذم عظم الله الأمر في قلوب السامعين لخروجه عن نظائره وأشكاله والمقت أشد البغض ولا شك في ذلك حيث وصفه بالكبر من يحقر كل عظيم دونه قيل لبعض السلف: حدثنا فسكت ثم قيل له حدثنا فقال: أتأمرني أن أقول ما لا أفعل فاستعجل مقت الله وكل من يقول ما لايفعل فهو ممقوت ولذلك فر كثير من العلمان عن الوعظ والتذكير وآثروا السكوت قلت: وهذا يعذر صاحبه إن وجد من يكفيه.
ومع هذا فالوعظ والتذكير أولى ويصفي نفسه قال بعض الحكماء: إني لأعظكم وإني لكثير الذنوب ولو ان احد إلا يعظ اخاه حتى يحكم أمر نفسه لترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن محادثة الاخوان حياة القلوب وجلاء النفوس وتذكير من النيسان قال ابو حازم اني لا اعظ الناس وما انا بموضع للوعظ ولكن أريد به نفسي وقال الحسن لمطرف: عظ أصحابك فقال: أني أخاف أن أقول مالا أفعل فقال: رحمك الله وأينا يفعل ما يقول ود الشيطان ان يظفر منكم بهذه فلم يأمر أحد منكم بمعروف ولم ينه عن منكر.