التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ
٤
-الصف

هميان الزاد إلى دار المعاد

ولما نزل { إِنَّ اللهَ } الآية قال عبد الله بن رواحة لا ابرح جيشا في سبيل الله حتى اموت فقتل في سبيل الله وكان من نفر من الانصار قالوا لو علمنا أي الأعمال أحب الى الله لعَلِمنَا به حتى نموت { يُحِبُّ } ينصر ويكرم.
{ الَّذِينَ يُقَاتِلونَ فِى سَبِيلِهِ صَفًّا } مصدر بمعنى اسم الفاعلين أي صافين انفسهم أو اسم مفعول الى مصفوفين أو يقدر مضاف أي ذوي صف أي اصطفاف وهو حال من الواو ومن اجاز حرف عامل المصدر المؤكد اجاز كونه مصدر المحذوف أي صافين صفا أو يصفوفون صفاً والمحذوف حال. { كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ } ملزق بعضه الى بعض من غير فرجة لا يزلون عن أماكنهم وقيل في ذلك دليل على فضل القتال راجلا لأن الفرسان لا يصطفون على هذه الصفة وفي الحديث
"رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالاعناق والذي نفسي بيده اني لأرى الشيطان يتخلل بينكم كالخدف" . وفي التوراة محمد المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يغفر ويعفو امته الحامدون يحمدون الله في كل منزلة ويكبرونه على كل نجد مناديهم ينادي في جو السماء ويتوضأون على أطرافهم ويتزورون على اوساطهم لهم بالليل دوي كدوي النحل صفهم في الصلاة والقتال سواء مولده مكة وهجرته طيبة وملكه بالشام وفي الحديث: "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة" والجملة حال ثانية من الواو مترادفة أو حال من الضمير في (صفا) ان اول بالوصف أو من الضمير المقدر أي يصفون أو صافين أو مصفوفين متداخلة.