التفاسير

< >
عرض

وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٣
-الجمعة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَآخَرِينَ } معطوف على الأميين أي بعثه في الاميين الذين على عهده وفي آخرين { مِنْهُم } من الأُميين { لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِم } لما يتصلوا بهم وسيلحقون وهم التابعون وقيل كل تابع بإحسان إلى يوم الدين وفي ذلك بيان لفضل الصحابة على غيرهم إن قلنا ان السبق في الفضل وكل قرن خير ممن بعده وقيل: "لما نزلت قيل من هم يا رسول الله فوضع يده على سلمان ثم قال: لو كان الايمان عند الثريا لتناوله رجال من هؤلاء" وفي رواية مسلم والبخاري "اخذ بيد سلمان وقال: لو كان الدين في الثريا لناله رجال من هؤلاء" .
وقال ايضاً عن أبي هريرة "كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت سورة الجمعة فتلاها ولما بلغ وآخرين قال له رجل يا رسول الله من هؤلاء الذي لم يلحقوا بنا ولم يكلمه حتى سأله ثلاثا وقال سلمان الفارسي فينا فوضع صلى الله عليه وسلم يده عليه وقال والذي نفسي بيده لو كان الايمان بالثريا لناله رجال من هؤلاء" وقال مجاهد: اراد العجم وحكي عن ابي هريرة اراد فارسا وعن ابن زيد ومجاهد والضحاك اراد جميع طوائف العرب وغيرهم وإذا لم يخصص بابناء العرب فالمراد انهم منهم في الايمان سواء كانوا منهم في العربية ايضاً ام لا يجوز عطف آخرين على الهاء في يعلمهم لان دعوته صلى الله عليه وسلم وتعليمه يعمان الجميع لانهما إذا تناسقا الى آخر الزمان كأنهما مستندان الى اوله فكانه المتولي لكل ما وجد منهما وقيل لما دالة على قرب اللحوق.
{ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } في تمكينه من ذلك الامر العظيم رجلا امياً واخيتاره من بين البشر وقيل الحيكم الذي جعل كل مخلوق يشهد بوحدانيته وفي الحديث عن الحسن
"أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة وصيهب سابق الروم" .