التفاسير

< >
عرض

سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ
٦
-المنافقون

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ سَوَاءٌ عَلَيْهِم أَسْتَغْفَرتَ لَهُم } باشباع ميم عليهم كميم لان همزة استغفرت همزة قطع ثابتة وهي للاستفهام في الاصل وهمزة الوصل مكسورة محذوفة واشبع ابو جعفر فتح الهمزة للاظهار والبيان لا لقلب همزة الوصل الفا كقلبها في الله وقرىء بضم الميم بلا اشباع مع حذف همزة الاستفهام لدلالة أم عليها.
{ أَمْ لَمْ تَسْتَغفِرْ لَهُم } لانهم لا يلتفتون اليه ولا يعتدون به رسوخا في الكفر ولانهم شقات في الازل.
{ لَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِى القَوْمَ الفَاسِقِينَ } فسق شرك أو فسق نفاق والفاسق الخارج خرجوا عن الحق والمراد العموم أو هؤلاء المنافقون فوضع الظاهر موضع الضمير ذما لهم بأسم الفسق زعم بعض هذه الاية ناسخة لقوله ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. روي انه قال لو علمت اني لو زدت على السبعين لغفر لهم لزدت وقيل قال أما والله لاستغفرن لهم مالم انه وقيل قال والله لا زيدن على السبعين قيل وفي الحديث دليل على رفض دليل الخطاب والله أعلم.
روي أن بني المصطلق اجتمعوا لحربه صلى الله عليه وسلم وقائدهم الحارث بن أبي ضرار وهو أبو جويرية زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فلقيهم على ماء لهم يسمى المريسع من ناحية قديد إلى الساحل فاقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل منهم ونقل صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم فيئا رده عليهم فبينما الناس اذ وردت واردة على ذلك الماء فيهم عمر ابن الخطاب معه أجير من غفار يقود فرسه اسمه جهجاه بن سعيد فازدحم جهجاه وسنان بن وبر الجهني الانصاري حليف بني عوف بن الخزرج فهو حليف لعبد الله بن ابي على الماء فاقتتلا فنادى جهجاه يا للمهاجرين ونادى سنان يا للأنصار وأعان جهجاها رجل من المهاجرين فقير يقال له جعال ولطم سنانا فاشتكى سنان عبدالله أو كان يبصر فقال عبد الله لجعال وانك لهناك أي انك بهذه المنزلة من ضرب سنان قال ذلك ازدراء به فقال جعال وما يمنعني ان افعل ذلك وشدد لسانه على عبدالله ومع عبد الله رهط من قومه فقال عبدالله غضباناً ما صحبنا محمداً إلا لنلطم وقيل ان جهجاها ضرب سنانا يخشبة على رأسه وقال عبد الله فعلوها وكاثرونا في بلادنا والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك اخرجوهم الى عشائرهم والحقوا محمداً بقريش لا يمتلك علينا ونملك علينا رجلا من انفسنا هذا ما فعلتم بأنفسكم احللتموهم بلادكم وقاسمتموهم اموالكم واما والله لو امسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام لم يركبوا رقباكم ولأوشكوا ان يتحولوا عنكم فلا تنفقوا عليهم حتى ينفضوا من حول محمد كما قال عز وجل.