التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ
٩
-المنافقون

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُم أَمْوَالُكُم وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ } لا يشغلكم تدبيرها والاهتمام بها ومحبتها عن العبادة كالصلاة والقرآن وغيرهما نفلا وفرضا ولا بطلب نماءها وايجاد ما ينفع إلا ولا في الحياة والممات قيل توجبه اللهو إلى ذلك مبالغة ولذلك قال { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ } اللهو بها والاشتغال { فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ } في تجارتهم باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني صاروا في النار وخسروا الجنة وقيل ذكر الله القرآن وقيل الصلوات الخمس وقيل الفرائض وعليه الحسن وقال الكلبي: الجهاد ومن عيوب النفس الاشتغال بما لا يعني والخوض مع اهلها ودواءه ان يعلم ان وقته اعز الاشياء فليشغله باعز الاشياء وهو ذكر الله ومداومة الطاعة والاخلاص من النفس وفي الحديث "من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه" وعن الحسين بن منصور عليك بنفسك إن لم تشغلها شغلتك وروي أنها نزلت في المنافقين تلهيهم أموالهم وأولادهم فآمنوا بمعنى أقروا بألسنتهم والصحيح أنها نهي للمؤمنين أن يلهوا كالمنافقين.