التفاسير

< >
عرض

مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
١١
-التغابن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ } تقدم بيانه في الحديد وعن بعض ان المراد الرزايا أو جميع الحوادث من خير وشر.
{ إِلا بِإِذْنِ اللهِ } بقضائه وقدره وارادته وعلمه كأنه اذن للمصيبة ان تصبيه { وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ } أي بقوله ان المصيبة بأذنه { يَهْدِ قَلْبَه }ُ لليقين وقال الضحاك: وللعلم ان ما يصيبه لا يخطأه وما يخطأه لا يصيبه وقيل: اللطف وزيادة الطاعة وقيل بالصبر على المصيبة والثبات والاسترجاع عندها فتهون وقال مجاهد: إن ابتلى صبر أو أعطي شكر أو ظلم غفر.
وفي الحديث
"قضاء الله خير لكل مسلم ان اعطاه شكر وان بلاه صبر" وقرا يهد قلبه بالبناء للمفعول ورفع القلب على النيابة ونصبه تشبيها بالمفعول به أو على نزع الخافض والنائب مستتر كما قيل في نفسه ان النصب تشبيه أو نزع أو المعنى ان الكافر ضال عن قلبه لعبد منه والمؤمن واجد له وقرىء يهد قلبه بالنون وقرىء يهد قلبه بتشديد الدال أصله يهتد بالتاء أبدلت دلا ونقلت فتحتها ميما وادغمت وقرىء يهدا قلبه بالالف المبدلة عن الهمزة الساكنة للجزم بمعنى يسكن ويطمئن وقرىء بالهمزة الساكنة.
{ وَاللهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ }حتى ما في القلب وحتى القلب الذي يتأثر فيه الخير والذي لا يتأثر فيه.