التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
١٥
-التغابن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ } بلاء واختبار يوقعكم في الاثم وعن الحسن عنه صلى الله عليه وسلم "أَلا إِن الدنيا خضرة حلوة وأَن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء لا يقلدن الرجل منكم دينه امرأته" وعنه ان عمر عرضت له امرأته في شيء فقال: ما انت انما انت لعبة إذا كانت لنا اليك حاجة دعوناك ولست من الامر في شيء وكيف يباشر احد المعصية لاجل عدوه وعن ابن مسعود يقول: احدكم اللهم اني اعوذ بك من الفتنة فإنه ليس منكم من احد يرجع الى أهل ومال وولد إلا مشتمل على فتنة ولكن ليقل اللهم اني اعوذ بك من مضلات الفتن وفي الحديث "الولد مجبنة مجبلة" .
وكان صلىالله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة على المنبر حتى جاء الحسن والحسين عليهما قميصان احمران يجرانهما يعثران ويقومان فنزل صلى الله عليه وسلم عن المنبر واخذهما وصعد بهما ثم قرأ انما اموالكم الاية وقال اني رأيت هذين فلم اصبر ثم اخذ في خطبته وهذه فتنة الفضلاء.
اما فتنة الجهلاء فمؤدية ال الهلاك وعن ابي ذر رضي الله عنه
"انتهيت الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول هم الاخسرون ورب الكعبة هم الاخسرون ورب الكعبة قلت ما شأني أيرى في شيئا فجلست وهو يقول فما استعطت ان اسكت وتغشاني ما شاء الله فقلت من هم بابي انت وامي يا رسول الله قال: هم الأكثرون مالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا امامه ويمينه وشماله وقليل ما هم" وفي رواية "إِن الأَكثرين هما الأَقلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا" وفي الحديث "يؤتى برجل يوم القيامة فيقال أكل عياله حسناته" وعن بعض السلف العيال سوس الطاعات وقيل: اذا أمكنكم الجهاد والهجرة فلا يفتنكم الميل الى الاموال والأولاد عنهما.
{ وَاللهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } لمن آثر الله على الاموال والاولاد.