التفاسير

< >
عرض

خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ
٣
-التغابن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ خَلَقَ السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضَ بِالحَقِّ } بالحكمة البالغة وهو انه جعلهن مقار للمكلفين ليعملوا فيجازوا وغير ذلك.
{ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } جعل صوراتكم احسن صورة وزينكم بصفات علم وتجريب وعقل حتى تصرفتم في جميع المخلوقات وقيل اراد جعلكم عقلاء مدركين والظاهر الموافق لظاهر اللغة تحسين الاجسام فقط وذلك نعم يجب شكرها بالباطن والظاهر كما قال { وَإِلَيْهِ المَصِيرُ } يجازيكم فاحسنوا سرائركم وإعمال جوارحكم حتى لا تمسخ ظواهركم بالعقوبة ولا ترى لسانا يتمنى كون صورته على غير صورة الانسان ومن حسن صورته انه خلق منتصبا غير منكب واما ما تراه قبيحا منصور الانسان فهو في نفسه حسن غير قبيح وانما يتراءى قبحه بالنظر الى الصورة التي هي احسن فإنك ترى صورة تعجبك وإذا رأيت اخرى احسن منها انستك الاولى وقبحتها اليك بعض تقبيح واقللت النظر اليها قالت الحكماء لا غاية للجمال والبيان وقرىء بكسر الصاد في فأحسن صوركم.