التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالُوۤاْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
٦
-التغابن

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ذَلِكَ } أي الوابل أو ذوقه كذا قيل والظاهر ان المراد ذلك المذكور من العذاب في الدنيا والعذاب في الاخرة { بِأَنَّهُ } بسبب ان الشأن { كَانَت تَّأتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالبَيِّنَاتِ } الحجج الظاهرة على الايمان { فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } مبتدأ وخبر والبشر يطلق على الجمع كما يطلق على الواحد فلا حاجة إلى ان تقول مفردا استعمل في الجنس والاولى ان يكون بشر فاعلا لمحذوف أي يهدينا بشر ذل عليه المذكور وذلك ان الهمزة يشتد اشتياقها للفعل اذا كان يجنبها قاله ابن هشام انكروا ان تكون الرسل بشرا لم ينكروا ان يكون الاله حجرا.
{ فَكَفَرُوا } بالرسل { وَتَوَلَّوا } عن الايمان والتدبير بالبينات { وَّاسْتَغْنَى اللهُ } عن كل شيء طاعتهم وايمانهم وغير ذلك كابدال عليه حذف المعمول والواو لعطف قصة على اخرى أو للحال اللازمة ومن منع دخولها على الماضي المتصرف المجرد قدر قد أو المبتدأ أي والاشياء استغنى أو عنها أو اراد تولوا وظهر استغناءه حيث لم يلجهم الى الايمان مع قدرته على الالجاء.
{ وَاللهُ غَنِىٌّ } عن خلقه وهذا تأكيد في المعنى لقوله استغنى أو اراد استغنى الله عن هؤلاء والله غني عن خلقه أو بعكس ذلك { حَمِيدٌ } محمود في كل افعاله يدل على حمده كل مخلوق وقيل أي استحمده الى خلقه أي استوجب عليهم ان يحمدوه.