التفاسير

< >
عرض

رَّسُولاً يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً
١١
-الطلاق

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ رَّسُولاً } تجريد وترشيح لغوي أو مجازا بالارسال فان انزال الوحي سبب لارساله وقيل الذكر القرآن والرسول نبينا صلى الله عليه وسلم وهو مفعول لمحذوف مع عاطف أي وارسل رسولا قيل هذا ابين الاقوال.
وقيل مفعول لذكرا على ان رسولا نبينا وذكرا تكلم أو تشريف أو بدل من ذكر على ان المراد به جبريل لانه وصف بتلاوة الآيات فكان انزاله في معنى انزال الذكر أي القرآن أو بدل منه على معنى الرسالة وقرىء بالرفع أي هو رسول.
{ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ } بفتح الياء وكسرها والجملة نعت رسولا أو حال من فاعل انزل معنى الكسر انهن يبينن الحلال والحرام وغيرهما ومعنى الفتح انهن قد اوضحهن الله.
{ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ } الكفر والمعاصي { إِلَى النُّورِ } الايمان والطاعة فالمراد ليحصل لمن قدر في علمه عز وجل انه يؤمن ويعمل ما هم عليه لأن من الايمان والعمل وهم وقت النزول في الظلمات أو ليديمه لهم وهذا بالنظر الى من آمن وقت النزول أو قبله لا يعده أو اراد بالظلمات الجهل وبالنور العلم شبه جهل المؤمنين بالظلمات ولو كانوا لا يؤاخذون به لانه قبل النزول.
{ وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ } وقرأ غير ابن عامر ونافع بالياء { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ رِزْقاً } تعجيب وتعظيم لما رزق المؤمنون من الثواب في الجنة والجملة حال من المستتر في ندخله او من الهاء أو من ضمير خالدين أو ضمير فيها أو مستأنفة وفي ذلك التفات على قراءة النون وقيل اراد بالرزق انه رزقه طاعة في الدنيا وثوابا في الاخرة.