التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَـٰذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ
٣
-التحريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإّذْ } مفعول اذكر { أَسَرَّ النَّبِىُّ } جاء على طريق الالتفات من الخطاب للغيبة تعظيما له باسم النبوة والاصل وإذا اسررت الى بعض ازواجك فعبر بالظاهر وهو من قبيل الغيبة عن ضمير المخاطب وان جعل اذكر خطابا لكل من يصلح للذكر أو قدر اذكروا فلا التفات بينه وبين الظاهر.
{ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ } حفصة { حَدِيثاً } هو تحريم مارية أو العمل أو ان الخلافة بعده لابي حفصة وهو عمر وابي عائشة وهو ابو بكر ونسب بعضهم الاول للجمهور ذكر لها ذلك فقال: اكتميه فهذا هو الاسرار بكسر الهمزة الثالث لابن عباس والكلبي واقول الحق ان الحديث جميع ذلك بدليل عرف بعضه واعرض عن بعض أو انه تحريم مارية وامر الخلافة كما قال به بعض.
{ فَلَمَّا نَبأَتْ } الضمير للبعض باعتبار معناه لان المراد به حفصة كما مر أي فلما اخبرت حفصة عائشة وقرىء انبات بالهمزة قبل النون { بِهِ } أي بالحديث { وَأَظْهَرَهُ اللهُ } أي اظهر الله نبيه واطلعه باسكان الطاء { عَلَيْهِ } أي على الحديث الذي تكلمت به حفصة لعائشة أي أخبره بإفشائها للحديث أو الضمير للتنبئة المفهومة من بنات ولو كانت التنبئة مؤنثة لتأويلها بالمذكر وهو الاخبار أو الضمير للتنبيء بإسكان النون كالتنبئة لجواز التفعلة والتفعيل في المهموز على بسطته في النحو ويجوز كون الضمير في اظهره للحديث وفي عليه للنبي صلى الله عليه وسلم فالاظهار منا ظهور والوضوح وعلى كل فالاظهار من للظهور والوضوح وعلى كل حال فالاظهار بواسطة جبريل أو بالهام.
{ عَرَّفَ بَعْضَهُ } المفعول الاول محذوف أي عرف الرسول حفصة بعض ما تكلمت به أي اخبرها اني عالم به. { وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ } لم يخبرها ببعض ما تكلمت به تكرما وحياء وحسن عشرة قال سفيان ما زال التغافل من فعال الكرام وعن الحسن ما استقضى كريم قط ويجوز ان يكون معنى عرف عاقب أي جازاها على بعض بان طلقها اعنى حفصة وتجاوز عن بعض ويدل لهذا قراءة الكسائي بعدم تشديد الراء من قولك لاعرفن ذلك أي لاجازينك به وقيل لم يطلقها وانما هم به فقال جبريل: لا تطلقها فانها صوامة قوامة ومن نسائك في الجنة وروي انه قال الم اقل لك اكتمي علي قالت والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي فرحاب الكرامة التي خص الله بها ابي والبعض الذي عرف به حفصة امامة ابيها وأبي عائشة والمعرض عنه حديث مارية وقيل عرفها حديث مارية واعرض عن حديث الخلافة لئلا يشهر في الناس وانما حذف المفعول الاول لعرف لعدم تعلق الغرض به بل الغرض الاعلام بانه صلى الله عليه وسلم لم يوجد منه إلا تعريف البعض.
قال القاضي عرف المشدد من اطلاق المسبب للسبب والمخفف بالعكس ويدل على ان التعريف بمعنى الاعلام والاخبار لابمعنى المجازاة قوله { فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ } أي بالبعض ذكر ضميرها لانه الغرض هنا { قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا } أي من اعلمك اياه واخبرك به.
{ قَالَ نَبَّأَنِى العَلِيمُ } بما تكنة الضمائر { الخَبِيرُ } بخفي الامور وانما دل ذلك على ان المراد بالتعريف اوفق الاعلام لانه للاعلام وكانه قيل قام زيد فلما قام قال عمرو لم قمت.