التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
٦
-التحريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسِكُمْ } بامتثال ما امرتم به واجتناب ما نهيتهم عنه واجعلوا ذلك وقاية لك.
{ وَأَهْلِيكُمْ } بالنصح والتأديب والحمل على الخير وفي الحديث
"رحم الله رجلا قال يا أهلاه صلاتكم صيامكم زكاتكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم لعل الله يجمعهم معكم في الجنة" وذكر ان أشد الناس عذابا يوم القيامة من جهل اهله، بتشديد الهاء أي أوقعهم في الجهل بان منعهم من التعلم أو لم يعلمهم وقرىء واهلوكم عطفا على واو قوا والوجود الفصل وعليه فالانفس انفس المخاطبين واهلهم والخطاب في انفسكم شامل للاهل تغلبا له على الغيبة.
{ نَاراً } مفعول ثاني لقوا { وَقُودُهَا } أي ما تتقد به اتقاد غيرها بالحطب وقرىء وقودها بضم الواو على المصدرية بمعنى اسم معفول أو بتقدير مضاف أي ذو وقودها.
{ النَّاسُ وَالحِجَارَةُ } التي اتخذت اصناما وحجارة الكبريت لانها أشد اتقاداً وحراً وحجارة غير ذلك يعلمها الله.
{ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ } قولا { شِدَادٌ } فعلا أو غلاظ الخلق اقوياء على الافعال الشديدة يدفع الواحد منهم سبعين الفاً دفعة واحدة في النار لم يخلق الله الرحمة فيهم وهم الزبانية التسعة عشرا واعوانهم اعاذنا الله من الجميع ببركة بسم الله الرحمن الرحيم وفيهم اقصى الخشونة لا تأخذهم رأفة في انفاذ امر الله والغضب له.
{ لا يَعْصُونَ اللهَ مَآ أَمَرَهُمْ } في الماضي اولا يمتنعون عن قبول الاوامر والتزامها.
{ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } في المستقبل أو يؤدونه ولا يتوانون عنه وفي الحديث
"أذن الله لي ان أتحدث من ملك من الملائكة ان مابين شحمة اذنه وعاتقه لخفقان الطائر سبعين عاما" وما في الموضعين مصدرية والمصدر في الاول بدل من اسم الجلالة وفي الثاني مفعول يفعلون أو اسم فيهما وحذف والعائد شذوذ أي به وان قدر ما امرهم الله اياه ويؤمرونه على تعدية امر لمفعول ثان مقيد لم يكن شذوذا والنار اعدت للكافرين ولكن خاطب المسلمين بتوقي مساكنة الذين أعدت لهم هذه النار باجتناب الفسق أو أمرهم بالتقوى عن الارتداد والندم على الدخول في الاسلام أو الخطاب للمنافقين فآمنوا بمعنى اقروا ويدل له قوله تعالى.