التفاسير

< >
عرض

فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ
١١
-الملك

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَاعْتَرَفُوا } اقروا { بِذَنبِهِمْ } أي كفرهم ولذا افرد واراد معاصيهم فافرد لارادة الجنس وهذا الاعتراض انما ينفع لو كان في الدنيا أو الافراد لا ارادة معنى المصدر.
{ فَسُحْقاً } وقرأ بضم الحاء الكسائي وكلاهما اسم مصدر هو الاسحاق أي الابعاد من الرحمة { لأَصْحَابِ السَّعِيرِ } متعلق بـ(سحقا) أو غير متعلق لان اللام للتقوية والاصل اسحقهم الله سحقا ولما حذف اسحق جر مفعوله باللام وعلق بـ(سحقا) قال القاضي: وفي الآية تغليب للايجاز والمبالغة والتعليل قيد بيان التعليل ان الافواج الملقاة في النار لما قالوا لوكنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير جعلوا انفسهم مغايرة لاصحاب السعير فغلب السعير عليهم حتى ان درجوا في { فسحاً لاصحاب السعير } وهذه العبارة أوجز من ان يقال "فسحقا لهم" ولسائر اصحاب السعير للمبالغة فإن المتبادر من ظاهر هذه العبارة كل من يدخل السعير يكون بعيدا من رحمة الله وليس كذلك فإن عصاة الموحدين يخرجون من النار وللتعليل حيث يفهم منه ان سبب بعدهم من رحمة الله اختيارهم المعصية فقد غلب الشياطين الذين اعتاد لهم عذاب السعير على الكافرين المعترفين بذنبهم في اطلاق اسم اصحاب السعير عليهم لان هذا الاسم اطلاق اولا على الشياطين في ضمن واعتدنا لهم عذاب السعير وكونهم من اصحاب السعير علة لاستحقاقهم السحق ولا يخفى ان مذهبنا معشر الاباضية ان العصاة لا يخرجون من النار.