التفاسير

< >
عرض

أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٢٢
-الملك

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَفَمَن يَمْشِى مُكِبًّا } اسم فاعل اكب وهو لازم ومعناه الصيرورة مثل أغدى البعير أي صار ذا غدة وصار ذلك الماشي ذا كب قالوا: وذلك غريب من حيث ان فعل لازم وفعل متعد وهذا اولى من ان يقال كب مطاوع كب وكان لازما أن كب متعد لواحد والمطاوع بالكسر ينقص درجة عن المطاوع بالفتح غالبا وانما قلنا باولوية الاول لأن كون افعل مطاوعا نادر بل قيل ممنوع واما مطاوع كب واكب المتعدي فهو انكب ومثل ذلك قشع الله السحاب فانقشع واقشعه الله ومعنى ميشه مكبا انه يعثر كل ساعة ويخر على وجهه لوعورة الطريق واختلاف اجزائه ارتفاعا وانخفاضا وغير ذلك.
{ عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى } اسم تفضيل من هدى اللازم المتضمن معنى الاهتداء خارج عن بابه { أَمَّنْ يَمْشِى سَوِيًّا } سالما من العثور لاستواء طريقه كما قال { عَلَى صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ } مستو فهذا مقابل لقوله يمشي مكبا أي مكبا لوعورة الطريق اختلافه ولم يذكر فيه الصراط اشعاراً بأن ما عليه المشرك ليس بأهل ان يسمى طريقا فإن ما لم يستقم من الارض لا يكون طريقا والمراد بالمكب المشرك ومثله المنافق وبالسوي المسلم أو اراد بالمكب الاعمى فإنه لا يهتدي الى الطريق فلا يزال ينكب واشار به الى المشرك وبالسوي البصير واشار به الى المؤمن وعن قتادة: الكافر اكب على المعاصي فيحشر على وجهه بخلاف المؤمن فيحشر على قدميه الى الجنة وقال الكلبي المكب ابو جهل والسوي رسول الله صلى الله عليه سلم وقيل حمزة رضي الله عنه.