التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ
٢٧
-الملك

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَلَمَّا رَأَوْهُ } أي الوعد أي الموعد حكي حالا مستقبله متحققة الوقوع وهو القيامة كأنها قد وقعت فهو يخبر انهم لما رأوها ساءت وجوههم كذا ظهر لي وان قلنا الوعد وعد بدر فظاهر فانه قد نزل عذابه بهم أو رأوا منازلهم عند الموت.
{ زُلْفَةً } حال أي قرباً جعله نفس القرب مبالغة أو يقدر مضاف أي ذا زلفة أو يأول بالوصف أي زليفا أو مفعول مطلق أي يزلف زلفة و يزلف حال قيل أو زلفة ظرف أي مكاناً وعن الحسن زلفة عيانا.
{ سِيئَتْ } قراءة نافع بالروم في السين ولذا لا يضبط في المصاحف بكسرة بل تجعل نقطة حمراء بعد السين وقيل الياء الحمراء وذا قرأ في (وسيء) وعبر بعض بالاشمام والمراد به الروم وهو اخفاء صوت الحركة كما صرحوا به والذي عندي انه يقرأ بالاشمام الذي هو خلطه كسرة وضمة.
{ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا } ساء العذاب وجوههم بان يأثر عليها الكآبة حتى اسودت ولم يقل سيئت وجوههم ليذكرهم باسم ما اوجب السوء وهو الكفر.
{ وَقِيلَ } أي قالت الزبانية { هَذَا الَّذِى كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } لقولهم اتينا بعذاب الله استهزاء وتكذيبا أي تطلبون وتستعجلون فتدعون تفتعلون من الدعاء اصله تدتعون ابدلت التاء الثانية دالا وادغمت فيها الدال أو المعنى تدعون انه باطل فهو من الدعوى ويؤيد الاول قراءة بعض باسكان الدال. وقرأها بعض الزهاد في اول الليل في صلاته فبقي يكررها وهو يبكي الى ان نودي لصلاة الفجر.
وكان كفار مكة يدعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالهلاك فانزل الله.