التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ
٩
-الملك

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالُوا بَلَى قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ } اعتراف بما يزيل عللهم قيل: واقرار بانهم غير مجبرين على الاعمال كما قال { فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللهُ مِن شَىْءٍ } ومفعول كذب محذوف لعدم تعلق الغرض به لانه تعلق بمجرد التكذيب أي فكذبنا والنذير مفرا اريد به الجنس فيصدق على الواحد فصاعدا أو بمعنى الجمع لانه فعيل بمعنى فاعل كظهير في سورة التحريم أو اسم مصدر أي جاءنا انذار والانذار يستلزم المنذر بكسر الذال كالمنذر بفتحها أو مصدر نذر الثلاثي أو يقدر مضاف على هذين الوجهين أي اهل انذار أو مصدر أو اسمه سمي به المنذر للمبالغة.
ويدل على ان المراد المنذر وان المراد الجماعة قوله { إِنْ أَنتُمْ } أي ما انتم { إِلا فِى ضَلالٍ كَبِيرٍ } بخطاب الجماعة ويجوز ان يراد بالقدير الواحد والخطاب له ولامثاله على التغليب أو خاطب الكل لأن تكذيب الواحد وتضليله تكذيب وتضليل الكل أو ذلك توزيع أي قال الافواج قد جاء الى كل فوج رسول فكذبناهم ويجوز كون الخطاب من الزبانية على ارادة القول فالضلال ما كانوا عليه من المعاصي أو عقاب الآخرة لانه يجيء قطعا أو ذلك حساب الرسل لهم حكوه للخزنة أي قالوا لنا هذا ولم نقبله.
والصحيح الاول وهو ان الخطاب من الكفار المرسل اولهم وللمؤمنين فيكونون مفرطين ومبالغين في التكذيب حتى نفوا الارسال والتنزل اصلا وفي نسبتهم الى الضلال حتى قصورهم عليها وليس كل أهل النار كذبوا بالارسال والانزال ونسبوا الرسل الى الضلال فإن المنافقين لم يفعلوا ذلك إلا من اسر الشرك فكأنه قال بلسانه ان انتم إلا في ضلال مبين واهل الكتاب لم يكذبوا رسلهم إلا من اشرك منهم والذين حضروا بيننا ولم يؤمنوا به مشركون ولكن من كذب نبيا أو كتابا كأنما كذب الانبياء والكتب فاليهود كذبوا الانجيل وعيسى والقرآن ونبينا والنصارى كذبوا القرآن والنبي.