التفاسير

< >
عرض

سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ
١٦
-القلم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ سَنَسِمُهُ } أي سنعجل له علامة { عَلَى الخُرْطُومِ } على الانف يعير ما عاش خطم انفه بالسيف يوم بدر أعني الوليد وقيل سنسمه بالكي على وجهه وقد أصابه جراحه يوم بدر بقى أثرها والاول قول ابن عباس وقيل: نسمه في الآخرة بسواد الانف والوجه بسمه يمتاز بها عن سائر الكفار كما امتاز وفي الدنيا بعداوة شديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم او سمة يعلمها الله وقيل سنشهره بهذه السمة في الدارين جميعا فلا تخفى كما لا تخفى السمة على الخرطوم.
وقال قتادة وغيره: ذلك عبارة عن ان يذله غاية الاذلال والاهانة لان السمة على الوجه شين ظاهر فيكف بها على اكرم موضع منه وهو الانف وقد
"وسم العباس رضي الله عنه اباعر في وجهها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا الوجوه" فوسموها في جواعرها وقالوا في العزيز الأنف في الأنَفَة وحمى انفه وفلان شامخ العرنين وفي الذليل جدع أنفه ورغم انفه وفي لفظ الخرطوم استخفاف واستهانة به وعن النظر بن شميل: ان الخرطوم الخمر وان المعنى سنحده على شربها وهو تعسف وقيل للخمر الخرطوم كما قيل لها السلافة لتسلفها وتقدمها من سائر الخمر ولانها تصير في الخياشيم من الانف.