التفاسير

< >
عرض

إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
١٧
-القلم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ } امتحانا اهل مكة بالقحط والجوع بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ كذبوه. { كَمَا بَلَوْنَا أًَصْحَابَ الجَنَّةِ } أي البستان واصحابه قوم من اهل الاسلام وكان دون صنعاء بفرسخين في اليمن يقال له صوران وكان ابوهم صالحا يأخذ منه وقت سنة ويتصدق بالباقي وقيل: كان ينادي الفقراء وقت الصرام ويترك لهم ما خطاه المحل وما القته الريح وما بعد من البساط وما يبقى فيه بعد الرفع وما في اسفل الاكدس وكل ما ينتثر وكذا في العنب والزرع وغيرهما فكان يجتمع لهم كثير ولما مات ترك ثلاثة بنين وهم اصحاب الجنة وقالوا فعل ابونا ذلك حين كثر المال وقل العيال ونحن اليوم في عيال كثير ومال قليل ويضيق ذلك علينا فحلفوا ليصرمنها وقت الصباح خيفة من المساكين كما قال الله عنهم.
وقيل كانوا من بني اسرائيل وقالوا ان فعل ابينا كان خطأ ولا سبيل علينا لمسكين وكان ابوهم يعطي منه المساكين وابن السبيل { إِذْ أَقْسَمُوا } اذ ظرف او للتعليل حلفوا بالله { لَيَصْرِمُنَّهَا } ليقطعن ثمر الجنة { مُصْبِحِينَ } حال من الواو المحذوفة للساكن أي حال الاصباح وهو وقت يغفل المساكين عن الخروج اليها وقيل كانوا اذ ذاك مشركين وهو تفسير مجاهد ثم تابوا.